محفوظ المدير العام
البلد : عدد المساهمات : 280 نقاط : 802 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/08/2010
| موضوع: لا منقذ اليوم للعالم من هذا التخبط إلا الإسلام الخميس ديسمبر 09, 2010 11:27 am | |
| °° لا منقذ اليوم للعالم من هذا التخبط إلا الإسلام °°
الحمد لله ربالعالمين، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، نبينا محمدوعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد فان اللهسبحانه لما أهبط آدم عليه السلام إلى الأرض قال: {فَإِمَّايَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌعَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْبِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.فقدتكفل سبحانه بإنزال الهدى.. وتكفل لمن اتبع هداه بالأمن من الخوفوالحزن.وقد صدق الله وعده سبحانه فأرسل الرسل وأنزل الكتب لإنقاذ البشريةمن الظمات إلى النور. وأخبر أنه لا يقبل ديناً غير الإسلام فقال:{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}والإسلام هو عبادة الله في كل وقت بما شرعه على ألسن رسله ما لم ينسخ ولمابعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين جعل الإسلام في أتباعهوطاعته. قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُإِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُالسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُفَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُبِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}فرسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامة لجميع الناس وشريعته ناسخة لجميعالأديان فهي الشريعة الباقية فلا طريق إلى الله وإلى جنته إلا من طريقه.قال صلى الله عليه وسلم: (لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به إلا دخل النار).والإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو الإسلام الذي جاءت بهجميع الرسل. وهو عبادة الله في كل وقت بما شرعه وترك عبادة ما سواه. وقدعرّفه العلماء بأنه الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءةمن الشرك وأهله. فمن لم يستسلم له فهو ملحد مستكبر.ومن استسلم له ولغيرهفهو مشرك. وكل من المشرك والمستكبر في النار. ومن لم يتبرأ من الشرك وأهلهلم يكن مسلماً لأنه لم يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله.كما ان الرسل وأتباعهميدعون إلى الجنة فشياطين الجن والإنس يدعون إلى النار كما قال تعالى:{اللّهُوَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَىالنُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُيُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُالنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} . فالطاغوت يتمثل في كل من دعاإلى الضلال وحارب دعوة الإسلام وهم الدعاة الذين على أبواب جهنم من أطاعهمقذفوه فيها. كما أخبر عنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولما قيل لهصفهم لنا. قال:( هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا)فالخطر منهم علينا أشد لأنهم ملابسون لنا ويعيشون بيننا والعالم اليوم كمالا يخفى يتخبط في ظلمات لأنه أعرض عن شرع الله الذي هو النور. ومن خرج منالنور وقع في الظلمات. وأعداءالإسلام اليوم يتشدقون بالإصلاح والديمقراطية ويصفون الإسلام بالإرهابوأما عملهم الفظيع في الشعوب المستضعفة، في فلسطين والعراق وغيرهما فلايسمى إرهاباً بل يسمونه إصلاحاً فيسمون الإفساد في الأرض إصلاحاً كما قالالله تعالى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِيالأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ. أَلا إِنَّهُمْ هُمُالْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} ويسمون الفوضى والإباحيةديمقراطية. ويسمون الخروج من الدين حرية في الرأي والعقيدة.وربما ينخدعبدعاياتهم الأغرار والجهال. ويفرح بها المنافقون والذين في قلوبهم مرضوالأشرار. ولا منقذ للمسلمين اليوم من شر أولئك إلا التمسك بالإسلام الذيأنقذت به البشرية من الجاهلية. ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.وهو التمسك بالإسلام عقيدة وعبادة ومعاملة وأخلاقاً وسلوكاً وذلك لا يتحققإلا بمعرفة أحكامه وتفهم معانيه وذلك بإقامة مناهج الدراسة على علومالشريعة من توحيد وفقه وتفسير وحديث ولغة عربية بحيث نتمسك بالمناهجالدراسية التي رسمها لنا علماؤنا وسرنا عليها وتخرجت عليها أجيالنا لأنهاثوابت لا تقبل التغيير والخلط ولا الحذف أو الاختصار. وقد استنفر اللهالمسلمين لتعلم أحكام الدين وتعليمها للمسلمين فقال تعالى:{فَلَوْلاَنَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِيالدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْلَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}. إنه لا يكفي التسمي بالإسلام دون معرفةلأحكامه وعمل بشرائعه وتمسك بأخلاقه وسلوكياته كما يريده منا أعداؤناوأذنابهم الناعقون بأصواتهم. قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبيطالب رضي الله عنه لما أعطاه الراية يوم خيبر في حرب اليهود: (انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه) فلم يكتف صلى الله عليه وسلم بدعوتهم إلى الإسلام ثم إذا أسلموا تركهم. بل قال له: (وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه)وذلك إنما يكون ببيان حقيقة الإسلام عقيدة وشريعة وعبادة وأخلاقاً ولايتحقق ذلك إلا بالتعليم الصحيح للإسلام. وان الكفار لما لم يستطيعوا صرفالمسلمين عن الإسلام، ولا صد من يريد الدخول فيه أرادوا صرف المسلمينوالراغبين في الدخول فيه عن تعلمه على الوجه الصحيح حتى لا يعرف المسلمونحقيقة الإسلام ويكتفوا بالتسمي به من غير معرفة لحقيقته وعمل بشرائعهوأحكامه وأن يكون الإسلام كالشرائع المحرفة المغيرة من يهودية ممسوخةمنسوخة ونصرانية وثنية صليبية.ولذلك يشجعون الفرق المتسمية بالإسلام وهيعلى ضلالة وانحراف لكي يضروا بها الإسلام الصحيح. فهم لا يمانعون في بقاءإسلام لا ولاء فيه للمسلمين. وبراء فيه من الكفار والمشركين. لا يمانعونفي بقاء إسلام لا يحكم بتشريعاته، لا يمانعون في بقاء إسلام تجعل العبادةفيه لغير الله من الأولياء والصالحين. بقاء الإسلام يكون اسماً بلا مسمىوجسماً بلا روح.ولكن الله سبحانه تكفل بحفظ هذا الدين وبقائه إلى قيامالساعة. قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى). وقال تعالى:{وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} وقال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَأُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْيَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ.بَلِ اللّهُمَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ}.فاتقوا الله أيها المسلمون واثبتوا على دينكم {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}. ويارجال التعليم أنتم الحراس على التعليم وأنتم على ثغرة من ثغور الإسلام.فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبلكم فإن مسؤوليتكم عظيمة والأمانة التيحملتموها ثقيلة فكونوا على مستوى المسؤولية وموضع الثقة ولا تنسوا دعواتالمسلمين لكم أو عليكم.وفق الله الجميع لنصرة دينه وإعلاء كلمته وصلى اللهوسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء | |
|