محفوظ المدير العام
البلد : عدد المساهمات : 280 نقاط : 802 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/08/2010
| موضوع: متى ساعة استجابة الدعاء يوم الجمعة............................فانتهز الفرصة يا أخي ولا تضيعها السبت ديسمبر 11, 2010 6:19 pm | |
| تفصيل القول في ساعة الإجابة يوم الجمعة وحكم إطالة السجدة الأخيرة من أجل الدعاء أنا كل يومجمعة الساعة التي قبل غروب الشمس التي يتوقع أنها ساعة الإجابة أتعمد دخولالمسجد ، وصلاة ركعتين لله سبحانه وتعالى ، تحية للمسجد ؛ ثم في آخر سجدةمن الركعتين أبقى ساجداً حتى الغروب ، أدعو في سجودي ، حتى يؤذن للمغرب ؛لأنه وقت فرصة آخر ساعة من الجمعة أحرى بالإجابة ، وأزيد فرصة التحريللإجابة وأنا ساجد ، وأحياناً إذا لم يكن هناك سبب للصلاة ، وفي وقت النهيعن الصلاة أتعمد قراءة سورة فيها سجدة ، فأسجد ساعة حتى يؤذن للمغرب يومالجمعة ، وحالي : الدعاء ، وطول السجود ، حتى أتاني في يوم من الأيام شخصبعد أن قمت بهذا الفعل شككني فيه ، ولمح لي أنه ابتداع . هل فعلي ذلكابتداع ؟ رغم أن نيتي تحري فرص الإجابة آخر ساعة من يوم الجمعة ، وأدعووأنا ساجد ، الفرصتان أحرى بالإجابة ، هذا هو أصل نيتي .
الحمد لله أولاً : اختلف العلماء في تحديد ساعة الإجابة يوم الجمعة على أقول كثيرة ، وأقوىهذه الأقوال من حيث الأدلة : أنها الساعة التي بين أذان الجمعة وانقضاءالصلاة ، وكذا الساعة التي بعد العصر إلى أن تغرب الشمس ، ولكل واحدة من الساعتين أدلة من السنَّة ، وقائل بها من أهل العلم . أ. أما دليل الساعة الأولى : فهو حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - يعني في ساعة الجمعة - : (هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الإِمَامُ إِلى أَنْ تُقْضَى الصَّلاَةُ) رواه مسلم ( 853 ) . وأما القائلون بها : فكثير قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : "وقداختلف السلف في أيهما أرجح ، فروى البيهقي من طريق أبي الفضل أحمد بن سلمةالنيسابوري أن مسلماً قال : حديث أبي موسى أجود شيء في هذا الباب وأصحه ،وبذلك قال البيهقي ، وابن العربي ، وجماعة ، وقال القرطبي : هو نص في موضعالخلاف فلا يلتفت إلى غيره ، وقال النووي : هو الصحيح بل الصواب ، وجزم في" الروضة " بأنه الصواب ، ورجحه أيضاً بكونه مرفوعاً صريحاً ، وفي أحدالصحيحين" انتهى . " فتح الباري " ( 2 / 421 ) . ب. وأما دليل الساعة الثانية : فهو حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يَوْمُالجُمُعة ثِنْتَا عَشْرَةَ سَاعَةً ، لاَ يُوجَد فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌيَسْأَلُ الله شَيْئاً إِلاَّ آتَاهُ إِيَّاهُ ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَسَاعَةٍ بَعْدَ العَصْر) رواه أبو داود (1048) والنسائي (1389) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " ، والنووي في "المجموع" (4 / 471) . وأما القائلون بها : فكثير أيضاً ، وعلى رأسهم الصحابيان أبو هريرة ، وعبد الله بن سلام رضي الله عنهما . قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : "وذهبآخرون إلى ترجيح قول عبد الله بن سلام ، فحكى الترمذي عن أحمد أنه قال :أكثر الأحاديث على ذلك ، وقال ابن عبد البر : إنه أثبت شيء في هذا الباب ،وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح إلى أبي سلمة بن عبد الرحمن : أن ناساً منالصحابة اجتمعوا فتذاكروا ساعة الجمعة ، ثم افترقوا ، فلم يختلفوا أنهاآخر ساعة من يوم الجمعة ، ورجَّحه كثير من الأئمة أيضا ، كأحمد ، وإسحاق ،ومن المالكية : الطرطوشي ، وحكى العلائي أن شيخه ابن الزملكاني - شيخالشافعية في وقته - كان يختاره ، ويحكيه عن نص الشافعي" انتهى . "فتح الباري" (2/421) . وكل واحدة من هاتين الساعتين يُرجى فيها إجابة الدعاء . قالالإمام أحمد : أكثر الأحاديث في الساعة التي تُرجى فيها إجابة الدعوة :أنها بعد صلاة العصر ، وتُرجى بعد زوال الشمس . ونقله عنه الترمذي . " سنن الترمذي " ( 2 / 360 ) . وقال ابن القيم رحمه الله : "وعندي : أنساعة الصلاة ساعة ترجى فيها الإجابة أيضاً ، فكلاهما ساعة إجابة ، وإنكانت الساعة المخصوصة هي آخر ساعة بعد العصر ، فهي ساعة معينة من اليوم لاتتقدم ولا تتأخر ، وأما ساعة الصلاة فتابعة للصلاة تقدمت أو تأخرت ؛ لأنلاجتماع المسلمين ، وصلاتهم ، وتضرعهم ، وابتهالهم إلى الله تعالى تأثيراًفي الإجابة ، فساعة اجتماعهم ساعة ترجى فيها الإجابة . وعلى هذا تتفق الأحاديث كلها ، ويكون النبي صلى الله عليه وسلم قد حض أمته على الدعاء والابتهال إلى الله تعالى في هاتين الساعتين" انتهى . "زاد المعاد" (1/394) . وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : "جاء في بعض الروايات عند مسلم أنها ( حين يجلس الإمام على المنبر يوم الجمعة إلى أن تقضى الصلاة )، هكذا جاء في صحيح مسلم من حديث أبي موسى مرفوعاً ، وعلله بعضهم بأنه منكلام أبي بردة بن أبي موسى وليس مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،والصواب ثبوت رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وجاء أيضا من حديث جابربن عبد الله وعبد الله بن سلام أنها ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس ،وجاء في بعض الأحاديث أنها آخر ساعة من يوم الجمعة ، وكلها صحيحة لا تنافيبينها ، فأحراها وأرجاها : ما بين الجلوسعلى المنبر إلى أن تقضى الصلاة ، وما بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس ، هذهالأوقات هي الأرجى لساعة الإجابة ، وبقية الأوقات في يوم الجمعةكلها ترجى فيها إجابة الدعاء ، لكن أرجاها ما بين جلوس الإمام على المنبرإلى أن تقضى الصلاة ، وما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس كما تقدم ، وبقيةساعات الجمعة ترجى فيها هذه الإجابة لعموم بعض الأحاديث الواردة في ذلك ،فينبغي الإكثار في يوم الجمعة من الدعاء ؛ رجاء أن يصادف هذه الساعةالمباركة ، ولكن ينبغي أن تحظى الأوقات الثلاثة المذكورة آنفا بمزيد منالعناية ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نص على أنها ساعة الإجابة"انتهى . " فتاوى الشيخ ابن باز " ( 12 / 401 ، 402 ) . وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : "فأرجى ساعات الجمعة بالإجابة هي وقت الصلاة ، وذلك لأمور : أولاً: لأن ذلك جاء في صحيح مسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. وثانياً:أن هذا اجتماع من المسلمين على عبادة واحدة بقيادة واحدة ، يعني : إمامواحد ، وهذا الاجتماع يكون أقرب إلى الإجابة ، ولهذا في يوم عرفة حيناجتمع المسلمون على صعيد عرفة ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا يباهيبهم الملائكة ويجيب دعاءهم ، لذلك احرص يا أخي على الدعاء في هذا الوقت ،وهو وقت صلاة الجمعة ، لكن متى تدخل هذه الساعة ومتى تخرج ؟ تدخل من حينأن يدخل الإمام إلى أن تقضى الصلاة ، فلننظر الآن متى ندعو ، دخل الإماموسلم ، وبعد ذلك الأذان ، الأذان ليس فيه دعاء فيه إجابة للمؤذن ، بعدالأذان هناك دعاء ، بين الأذان والخطبة هناك دعاء ، تقول بعد الأذان :(اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة والقائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه اللهم مقاماً محموداً الذي وعدته ، إنك لا تخلف الميعاد) ، ثمتدعو بما شئت ، ما دام الخطيب لم يشرع في الخطبة فأنت في حل فادع الله بماشئت ، كذلك أيضاً بين الخطبتين تدعو الله بما شئت من خيري الدنيا والآخرة، كذلك أيضاً في أثناء الصلاة في السجود : (أقرب ما يكون العبد من ربه وهوساجد) كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أقرب ما تكون منالرب وأنت ساجد ... . ولكن هل هناك محل دعاء ثانٍ في الصلاة ؟ بعدالتشهد كما في حديث ابن مسعود حين ذكر النبي صلى الله عليه وسلم التشهد ثمقال بعده : (ثم ليتخير من الدعاء ما شاء) ، وكلمة : (ما شاء) عند علماءالأصول تفيد العموم . فصار عندنا الآن في ساعة الإجابة وقت صلاة الجمعة عدة مواطن للدعاء ، فانتهز الفرصة يا أخي ، انتهز الفرصة في الدعاء في صلاة الجمعة لعلك تصادف ساعة الإجابة . هناكأيضاً ساعة أخرى ترجى فيها الإجابة من نفس اليوم ، وهي : ما بعد العصر إلىأن تغرب الشمس ، لكن هذا القول أشكل على بعض العلماء ، وقال : إن النبيصلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : (وهو قائمٌ يصلي) وبعد العصر لا توجدصلاة ، أجاب عنهم العلماء ، فقالوا : إن منتظر الصلاة في حكم المصلي ؛لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (ولا يزال في صلاةٍ ما انتظر الصلاة)"انتهى . " دروس وفتاوى الحرم المدني عام 1416هـ " . وأما قول النبيصلى الله عليه وسلم : (وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي) وبعد صلاة العصر ليس وقتاللصلاة، فهناك احتمالان في معنى قوله صلى الله عليه وسلم : (وَهُوَقَائِمٌ يُصَلِّي) : أ. أن يكون معناه الجلوس وانتظار الصلاة ، ويسمى ذلك شرعاً " صلاة " . قَالَأَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: فَقُلْتُ لَهُ – أي: لعبد الله بن سلام -فَأَخْبِرْنِي بِهَا ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ : هِيَ آخِرُسَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَقُلْتُ : كَيْفَ هِيَ آخِرُ سَاعَةٍمِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي)، وَتِلْكَ السَّاعَةُ لَا يُصَلِّي فِيهَا ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُسَلَامٍ : أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ : (مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ فَهُوَ فِيصَلَاةٍ حَتَّى يُصَلِّيَ) ؟ قَالَ : فَقُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : هُوَذَاكَ . رواه الترمذي (491) وأبو داود (1046) والنسائي (1430) ، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" . ب. ويحتمل أن يكون معناه الدعاء ، والصلاة في اللغة هي "الدعاء" . قال بدر الدين العيني رحمه الله : فهذا دل على أن المراد من الصلاة : الدعاء ، ومن القيام : الملازمة ، والمواظبة ، لا حقيقة القيام . "عمدة القاري شرح البخاري" (6/242) . فيكون معنى (وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي) أي : وهو ملازم للدعاء . فمن أراد أن يتحرى وقت الإجابة بعد العصر يوم الجمعة : فلذلك صور متعددة ، منها : 1. أن يبقى بعد صلاة العصر لا يخرج من المسجد يدعو ، ويتأكد ذلك منه في آخر ساعة من العصر ، وهذه أعلى المنازل . وكان سعيد بن جبير إذا صلى العصر لم يكلم أحداً حتى تغرب الشمس . 2. أن يذهب إلى المسجد قبل المغرب بزمن ، فيصلي تحية المسجد ، ويدعو إلى آخر ساعة من العصر ، وهذه أوسط المنازل . 3. أن يجلس في مجلس – في بيته أو غيره – يدعو ربه تعالى في آخر ساعة من العصر ، وهذه أدنى المنازل . وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : منأراد إدراك الساعة الأخيرة من يوم الجمعة للدعاء وسؤال الله هل يلزم أنيكون في المكان الذي صلى فيه العصر ، أم قد يكون في المنزل ، أو في مسجدآخر ؟ . فأجاب : "ظاهر الأحاديث الإطلاق ، وأن من دعا في وقتالاستجابة : يُرجى له أن يجاب في آخر ساعة من يوم الجمعة ، يُرجى له أنيجاب ، ولكن إذا كان ينتظر الصلاة في المسجد الذي يريد فيه صلاة المغرب : فهذا أحرى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (وَهُوَ قَائِمٌ يُصّلِّي) - رواهالبخاري - ، والمنتظر في حكم المصلي ، فيكون في محل الصلاة أرجى لإجابته ،فالذي ينتظر الصلاة في حكم المصلين ، وإذا كان مريضاً وفعل في بيته ذلك :فلا بأس ، أو المرأة في بيتها كذلك تجلس تنتظر صلاة المغرب في مصلاها، أو المريض في مصلاه ويدعو في عصر الجمعة يرجى له الإجابة ، هذا هوالمشروع ، إذا أراد الدعاء يقصد المسجد الذي يريد فيه صلاة المغرب مبكراًفيجلس ينتظر الصلاة ، ويدعو" انتهى . " فتاوى الشيخ ابن باز " ( 30 / 270 , 271 ) . وعلى هذا فما تفعله – أخي السائل - خطأ من وجهين : أ. ظنك أن الصلاة في الحديث هي الصلاة ذات الركوع والسجود ، وإنما معناها : انتظار الصلاة ، أو ملازمة الدعاء كما سبق . ب.إطالة السجدة الثانية في ركعتي تحية المسجد مخالف لهدي النبي صلى اللهعليه وسلم في صلاته ، حيث كان هديه صلى الله عليه وسلم في الصلاة أنأفعالها قريبة من السواء ، وقد سبق في جواب السؤال رقم (111889) أن إطالة السجدة الأخيرة في الصلاة من أجل الدعاء مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم . والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب | |
|