|
| موسوعة الفتاوى الإسلامية | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
محفوظ المدير العام
البلد : عدد المساهمات : 280 نقاط : 802 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/08/2010
| موضوع: موسوعة الفتاوى الإسلامية السبت ديسمبر 11, 2010 6:30 pm | |
| | |
| | | محفوظ المدير العام
البلد : عدد المساهمات : 280 نقاط : 802 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/08/2010
| موضوع: رد: موسوعة الفتاوى الإسلامية السبت ديسمبر 11, 2010 6:34 pm | |
| | |
| | | محفوظ المدير العام
البلد : عدد المساهمات : 280 نقاط : 802 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/08/2010
| موضوع: رد: موسوعة الفتاوى الإسلامية السبت ديسمبر 11, 2010 6:35 pm | |
| [size=16]ص 42 / الأجر على التلاوة لا يجوز وعلى التعليم جائز
س : إنبعض حملة القرآن عندنا في المغرب يقرءونه من أجل التكسب على ما يظهر ،وكلما أعدّت لها وليمة يأتون ويقرءونه من غير تمعن في ألفاظه واحتراملتلاوته ، فأول ما يحرصون عليه أثناء حضورهم في هذه الوليمة هو أخذ الأجرةوجمع الصدقات من الناس ليتبركبوا بهم ، وبعد جمعهم لتلك الصدقات يقسمونهابينهم ولا ينال منها أي فقير أومسكين شيئا ، فما حكم الشريعة الإسلامية فيالصدقات التي يجمعونها ويفرقونها بينهم وتلك القراءة التي يستعملونها ؟ولقد عثرت في كتاب على حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " مناستعملالقرآن من أجل التكسب سيأتي يوم القيامة ووجهه عظم " . أي خال مناللحم ، فهل هذا الحديث صصحيح أم لا ؟ وما معنى الآية الكريمة : [ قُلْمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ] ؟ .
ج : أولاً : قراءةالقرآن عبادة محضة ، وقربة يتقرب بها العبد إلى ربه ، والأصل فيها وفيأمثالها من العبادات المحضة أن يفعلها المسلم ابتغاء مرضاة الله ، وطلباًللمثوبة عنده ، فلا يبتغي بها من المخلوق جزاءً ولا شكوراً ، ولهذا لميعرف عن السلف الصالح استئجار قوم يقرؤون القرآن في حفلات أو ولائم ، ولميُؤثر عن أحد من أئمة الدين أنه أمر بذلك أو رخص فيه ، ولم يعرف أيضاً عنأحد منهم أنه أخذ أجرة على تلاوة القرآن ، لا في الأفراح ولا في المآتم ،بل كانوا يتلون كتاب الله رغبة فيما عند الله سبحانه . وقد أمر النبي صلىالله عليه وسلم من قرأ القرآن أن يسأل به ، وحذر من سؤال الناس ، روىالترمذي في سننه عن عمران بن حصين أنه مر على قارئ يقرأ ثم سأل ؛ فاسترجعثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من قرأ القرآن فليسألالله به ، فإنه سيجيء أقوام يقرؤن القرآن يسألون به الناس " ، وأما أخذالأجرة على تعليمه أو الرقية به ونحو ذلك مما نفعه متعد لغير القارئ فقددلت الأحاديث الصحيحة على جوازه ؛ لحديث أبي سعيد في أخذه قطيعاً من الغنمجُعلاً على شفاء من رقاه بسورة الفاتحة، وحديث سهل في تزويج النبي صلىالله عليه وسلم امرأة لرجل بتعليمه إياها ما معه من القرآن ، فمن أخذأجراً على نفس التلاوة أو استأجر جماعة لتلاوة القرآن فهو مخالف لما أجمععليه السلف الصالح رضوان الله عليهم .
ثانيا :القرآن كلام الله تعالى ، وفضله على كلام الخلْق كفضل الله على عباده .وهو خير الأذكار وأفضلها ، وينبغي لقارئه أن يكون مؤدبا في تلاوته ،خاشعاً مخلصاً قلبه لله ، محكماً لتلاوته ، متدبراً لمعانيه حسب قدرته ،وألا يتشاغل عنها بغيرها ، وألا يتكلّف ولا يتقعر فيها ، وألا يرفع صوتهفوق الحاجة . وينبغيلمن حضر مجلساً يُقرأ فيه القرآن أن ينصت ويستمع للقراءة ويتدبر معانيها ،فلا يلغو ولا يتشاغل عنها بالحديث مع غيره ، ولا يُشوّش على القارىء ولاعلى الحاضرين . قال الله تعالى : [ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُفَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ . وَاذْكُرْرَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَالْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ] .
ثالثاً : الناسمتفاوتون في أفكارهم وأفهامهم . وكل مكلف عليه أن يعرف من وأحكام الشريعةبقدر ما آتاه الله من الفهم وسعة الوقت ، ليعمل به في نفسه ويرشد به غيره، ومن أول ما ينبغي له أن يتفهّمه ويلقي إليه باله ويحضر له قلبه : كتابالله سبحانه ، وما عجز عن فهمه بنفسه استعان فيه بالله ثم بالعلماء حسبطاقته ومقدرته ، ثم لا حرج عليه بعد ذلك ، فإن الله سبحانه لا يكلف نفساًإلا وسعها ، ولا يمنعه من تلاوة القرآنعجزه عن فهمه بعد أن بذل وُسعه ،ولا يعاب بذلك لما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الماهرفي القرآن مع السَّفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتعتع في وهوعليه شاقٌّ له أجران " .
رابعاً : يجوزللفقير أن يأخذ من الصدقات ما يسد حاجته وحاجة من يعول ، ويُسنُّ له أنيدعو بالخير لمن تصدق عليه ؟ أمَّا أخْذ المال على أنه أجرة لتلاوة القرآن، أو لكونه وعظهم وذكّرهم ، أو إعطاؤه لشخص رجاء بركته ، أو جمعه لأشخاصرجاء بركتهم ، واستجداءً لدعائهم ، فهو غير جائز ، ولم يكن ذلك من هديالمسلمين في القرون الثلاثة الأولى التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلمبأنها خير القرون .
خامساً :معنى قوله تعالى : [ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ] . إنالله تعالى أمر رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم أن يخبر قومه بأنه لايطلب منهم أجراً على تبليغهم ما أُنزل إليه من ربه . ودعوته إياهم إلىالتوحيد الخالص وسائر أحكام الإسلام ، إنما يقوم بالبلاغ والبيان للأمة ،تنفيذاً لأمر الله وطاعته له ابتغاء مرضاته وحده ، ورجاء المثوبة والأجرالكريم منه سبحانه دون سواه . وذلك ليُزيل ما قد يكون في نفوس المشركين منظنون وأوهام كاذبة ، من أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم دعاهم إلىاتّباعه فيما شرع الله لهم ، ليكتسب بذلك أو ينال رئاسة في قومه ، فبيّنلهم أن دعوته إياهم على الحق خالصة لوجه الله الكريم .
وهكذاجميع الرسل عليهم الصلاة والسلام لا يَسألون الناس أجراً على دعوتهم إياهم، وقد تقدم في الفقرة الأولى من الجواب في حديث عمران بن حصين في التحذيرمن التكسب بالقرآن وسؤال الناس به . أما السؤال عن عقوبته يوم القيامةبتساقط لحم وجهه فذلك وعيد لكل مَن سأل الناسَ وهو في غير حاجة تضطره إلىالمسألة ، سواء كان بقراءة القرآن أو بدون قراءته ؛ فعن عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا تزالالمسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مُزعة لحم " . وفي رواية عنه :" ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مُزعة لحم" . متفق عليهما . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال : " من سأل الناس أموالهم تكثُّراً ، فإنما يسأل جمراً فليستقلأو ليستكثر " . رواه مسلم . فمن سأل الناس بالقرآن ، صدق فيه حديث عمرانإن كان فقيراً ، أما إن كان غنيًّا فقد صدقت فيه هذه الأحاديث كلها ، أمالفظ الحديث الذي ذكرته في السؤال فلا نعلم صحته بهذا اللفظ الذي ذكرته .والله أعلم اللجنة الدائمة
ص 45 / هل الرسول أوصى بالخلافة لعلي ؟
س :ما الحكم في قوم يزعمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالخلافة لعليرضي الله عنه ، ويقولون أن الصحابة رضي الله عنهم تآمروا عليه ؟
ج :هذا القول لا يعرف عن أحد من طوائف المسلمين سوى طائفة الشيعة ، وهو قولباطل ولا أصل له في الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وإنما دلت الأدلة الكثيرة على أن الخليفة بعده هو أبو بكر الصديق رضي اللهعنه عنه ، وعن سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنه صلى الله عليهوسلم لم ينص على ذلك نصا صريحا ولم يوص به وصية قاطعة ولكنه أمر بما يدلعلى ذلك حيث أمره بأن يؤم الناس في مرضه ، ولما ذكر له أمر الخلافة بعدهقال عليه الصلاة والسلام : " يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر " . ولهذابايعه الصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ومنجملتهم علي رضي الله عنه ، وأجمعوا على أن أبا بكر أفضلهم ، وثبت في حديثابن عمر رضي الله عنهما أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون في حياةالنبي صلى الله عليه وسلم : ( خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثمعثمان ) ويُقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك . وتواترت الآثار عنعلي رضي الله عنه أنه كان يقول ( خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر) . وكان يقول رضي الله عنه : ( لا أوتى بأحد يفضلني عليهما إلا جلدته حدالمفتري ) . ولم يدِّع يوما لنفسه أنه أفضل الأمة ولا أن الرسول صلى اللهعليه وسلم أوصى له بالخلافة ، ولم يقل أن الصحابة رضي الله عنهم ظلموهوأخذوا حقه . ولما توفيت فاطمة رضي الله عنها بايع الصديق بيعة ثانيةتأكيدا للبيعة الأولى ، وإظهارًا للناس أنه مع الجماعة وليس في نفسه شيءمن بيعة أبي بكر رضي الله عنهم جميعا ولما طُعن عمر وجعل الأمر شورى بينستة من العشرة المشهود لهم بالجنة ، ومن جملتهم علي رضي الله عنه لم ينكرعلى عمر ذلك لا في حياته ولا بعد وفاته ، ولم يقل أنه أولى منهم جميعافكيف يجوز لأحد من الناس أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولإنه أوصى لعلي بالخلافة ، وعلي نفسه لم يدِّع ذلك ولا ادعاه أحد منالصحابة له ، بل قد أجمعوا على صحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان واعترف بذلكعلي رضي الله عنه وتعاون معهم جميعا في الجهاد والشورى وغير ذلك ، ثم أجمعالمسلمون بعد الصحابة على ما أجمع عليه الصحابة فلا يجوز بعد هذا لأي أحدمن الناس ولا لأي طائفة لا الشيعة ولا غيرهم أن يدعوا أن عليا هو الوصيوأن الخلافة التي قبله باطلة ، كما لا يجوز لأي أحد من الناس أن يقول إنالصحابة ظلموا عليا وأخذوا حقه ، بل هذا من أبطل الباطل ومن سوء الظنبأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن جملتهم علي رضي الله عنه وعنهمأجمعين . وقدنزه الله هذه الأمة المحمدية وحفظها من أن تجتمع على ضلالة ، وصح عنه صلىالله عليه وسلم في الأحاديث الكثيرة أنه قال : " لا تزال طائفة من أمتيعلى الحق منصورة " . فيستحيل أن تجتمع الأمة في أشرف قرونها على باطل وهوخلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، ولا يقول هذا من يؤمن بالله واليوم الآخر كمالا يقوله من له أدنى بصيرة بحكم الإسلام .
ص 46 / لا صلاة في حجرة القبور
س :جادلتُ بعض الذين يُفتون بإباحة الصلاة في المقبرة ، وفي المسجد الذي فيهقبر أوقبور ، فدحضت شبههم بالأحاديث الصحيحة الصريحة ، غير أنهم قالوا :أين كانت عائشة رضي الله عنها تصلي بعد أن دفن في بيتها رسول الله صلىالله عليه وسلم ، وهل كان قبره في داخل بيتها أم خارجه ؟ وقالوا أيضا :كيف وقد صلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في المسجد الحرام ، وقددفنت فيه هاجر زوج إبراهيم عليه السلام وبعض الأنبياء ؟ وعلى هذا فإنيألتمس منك يا فضيلة الشيخ أن تخبرني هل صحيح ما ذكروا من وجود هاجر فيالبيت الحرام وبعض الأنبياء, وهل صحيح أن عائشة كانت تصلي في بيتها وقدقُبر فيه الرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووجود قبر هاجر وبعض الأنبياءفي المسجد الحرام ؟
ج : ثبت في الصحيحينعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمرض موته الذي لم يَقم منه : "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبورأنبيائهم مساجد "، قالت عائشة رضي الله عنها : ( يـُحذّر ما صنعوا, ولولاذلك لأبرز قبره ولكن خشي أن يُتخذ مسجدا ). وفي رواية : ولكن خشي أن يتّخذمسجدا ، وفي رواية للبخاري : غير أني أخشى أن يتّخذ . وبهذا يعلم أنالمساجد المبنية على القبور لا تجوز الصلاة فيها وبناؤها محرم .
وأماما جاء في السؤال من قول السائل: أين كانت عائشة رضي الله عنها تصلي بعدأن دفن في بيتها رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره , في داخل بيتها أمخارجه؟
فالجواب : أن عائشة رضي اللهعنها ممن روى الأحاديث الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في النهي عناتخاذ القبور مساجد , وهذا من حكمة الله جل وعلا . وبهذا يعلم أنها ماكانت تصلي في الحجرة التي فيها القبور, لأنها لو كانت تصلي فيها لكانتمخالفة للأحاديث التي روتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا لايليق بها وأما كون هاجر مدفونة بالمسجد الحرام أو غيرها من الأنبياء فلانعلم دليلا يدل على ذلك . اللجنة الدائمة
ص 47 / الرسول صلى الله عليه وسلم اجتمع بالجن
س : هل ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم , اجتمع الجن ؟
ج :نعم ثبت ذلك بالسنة الصحيحة , فقدأخبر عليه الصلاة والسلام الصحابة بذلكوأراهم آثارهم . وارجع لتفسيرابن كثير , رحمه الله , لقوله تعالى في سورةالأحقاف: { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّيَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ } . الآيات ، ولسورة الرحمن ، وسورة الجن ،وستجد الجواب عن ذلك مفصلا . اللجنة الدائمة
إبليس يعيش بيننا إلى اليوم
س: هل إبليس – لعنه الله – حي حتى الآن أم أنه قد مات ؟ وهل يدفن الجن موتاهم كالبشر ؟
ج :ذكر الله تعالى أن إبليس طلب الإنظار فأُعْطِيه , كما في قوله تعالى : {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ . قَالَ فَإِنَّكَمِنَ الْمُنْظَرِينَ . إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ } فهو حي عائشإلى اليوم المعلوم الذى أذن الله فيه بهلاكه وهو آخر الدنيا ، فأما الجنفهم أرواح مستغنية عن أجسام تقوم بها , وهم أيضا يموتون ودفنهم على حسب ماهم فيه . لانعلم كيفية صورهم ولا موتهم ولا دفنهم فإنهم ليسوا من جنسالبشر . والله أعلم .
حقيقة السحر
س: هل السحر حق ؟
ج: نعمله حقيقة , وحقيقته أن السحرة يعبدون الشياطين ويطيعونهم , وهم يساعدونهمعلى ما يريدون , والله تعالى قد أعطى الشياطين من القدرة ما يزاولون بهأعمالاً غريبة . الشيح ابن جبرين
ص 48 / حكم التوسل إلى الله بالأولياء والصالحين
هليجوز للمسلم أن يتوسل إلى الله بالأنبياء والصالحين ، فقد وقفت على قولبعض العلماء : أن التوسل بالأولياء لا بأس به ; لأن الدعاء فيه موجه إلىالله ، ورأيت لبعضهم خلاف ما قال هذا ، فما حكم الشريعة في هذه المسألة ؟
ج :الولي كل من آمن بالله واتقاه بفعل ما أمره سبحانه وتعالى وترك ما نهاهعنه ، قال تعالى : { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌعَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوايَتَّقُونَ } والتوسل إلى الله بأوليائه أنواع : الأول : أنيطلب إنسان من الولي الحي أن يدعو الله له بسعة رزق ، أو شفاء من مرض ، أوهداية وتوفيق ونحو ذلك ، فهذا جائز ، ومنه طلب بعض الصحابة من النبي صلىالله عليه وسلم حينما تأخر عنهم المطر أن يستسقي لهم ، فسأل صلى الله عليهوسلم ربه أن ينزل المطر ، فاستجاب دعاءه وأنزل عليهم المطر ، ومنه استسقاءالصحابة بالعباس في خلافة عمر رضي الله عنهم ، وطلبهم منه أن يدعوَ اللهبنزول المطر فدعا العباس ربه وأمَّن الصحابة على دعائه ، إلى غير هذا مماحصل زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده من طلب مسلم من أخيه المسلم أنيدعو له ربه لجلب نفع أو كشف ضر . الثاني :أن ينادي الله متوسلا إليه بحب نبيه واتباعه إياه وبحبه لأولياء الله ،بأن يقول : اللهم إني أسألك بحبي لنبيك واتباعي له وبحبي لأوليائك أنتعطيني كذا ، فهذا جائز ; لأنه توسل من العبد إلى ربه بعمله الصالح ، ومنهذا ما ثبت من توسل أصحاب الغار الثلاثة بأعمالهم الصالحة . الثالث :أن يسأل الله بجاه أنبيائه أو ولي من أوليائه بأن يقول : ( اللهم إنيأسألك بجاه نبيك أو بجاه الحسين ) مثلا ، فهذا لا يجوز ؛ لأن جاه أولياءالله وإن كان عظيما عند الله وخاصة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، غيرأنه ليس سببا شرعيا ولا عاديا لاستجابة الدعاء ؛ ولهذا عدل الصحابة حينماأجدبوا عن التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستسقاء إلى التوسلبدعاء عمه العباس ، مع أن جاهه عليه الصلاة والسلام فوق كل جاه ، ولميُعرف عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم توسلوا به صلى الله عليه وسلم بعدوفاته وهم خير القرون وأعرف الناس بحقه وأحبهم له . الرابع : أنيسأل العبد ربه حاجته مقسما بوليه أو نبيه أو بحق نبيه أو أوليائه بأنيقول : ( اللهم إني أسألك كذا بوليك فلان أو بحق نبيك فلان )، فهذا لايجوز ، فإن القسم بالمخلوق على المخلوق ممنوع ، وهو على الله الخالق أشدمنعا ، ثم لا حق لمخلوق على الخالق بمجرد طاعته له سبحانه حتى يقسم به علىالله أو يتوسل به هذا هو الذي تشهد له الأدلة ، وهو الذي تُصان به العقيدةالإسلامية وتسد به ذرائع الشرك .
حكم قولهم : كلما زادت الرعاية الصحية قلّ عدد الوفيات
أطلعتاللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء على السؤال المقدم إليها , ونصه : (بمطالعتي لمجلة الدعوة العدد 778 وتاريخ 22 /2 / 1401 هـ الصفحة 32 وجدتأن الكاتب لما ورد في تلك الصفحة ذكر جملة : إنه مما لاشك - كما سبق أنأوضحنا - أنه كلما زادت الرعاية الصحية قل عدد الوفيات وزاد عدد السكان . وأقولأمام هذا أن الرعاية الصحية لها دورها الفعال في صحة الأبدان ومكافحة بعضالأمراض , إلا أن تلك الرعاية لا دخل لها في الآجال , حيث ذلك في علم اللهوتحت تصرفه . ومحدودة الآجال كما قال تعالى :{ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ }لذلك رأيت أنا وهناكالكثير من أمثالي يرغب في إيضاح ذلك بشكل أوسع , هل للرعاية الصحية دور فيتأخير الآجال كما قال الكاتب ؟ وإذا كان لا, وأن الآية أعلاه تعطي الدليلالقاطع من ذلك ولم تنسخ , فأرجو إيضاح ذلك .
وأجابت بما يلي :
مضتسنة الله تعالى في خلقه أن يربط المسببات بأسبابها , فربط إيجاده النسلبالجماع وإنباته الزرع ببذر الحبوب بالأرض وسقيها , والإحراق بالنار ,والإغراق أو البلل بالماء , إلى غير ذلك من الأسباب ومسبباتها : قال تعالى:{ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ } وقال : {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا . لِنُخْرِجَ بِهِحَبًّا وَنَبَاتًا . وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا } وقال : { وَنَزَّلْنَا مِنَالسَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّالْحَصِيدِ . وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ . رِزْقًالِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ } .وقال : { وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْبِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىقُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ } . فهذه الآيات وأمثالهاتضمنت أسبابًا مادية ومسببات معنوية ومادية , ربط الله بينهما ، وجعلالأولى سببا في الثانية ، وكلاهما من خلق الله تعالى وبقضائه وقدره ،وهناك أسباب معنوية أنشأها بها وهو قادر على أن يخلق المسببات بدونأسبابها ، لكنه سبحانه جرت سنته أن يخلق هذه بتلك ، ويوجدها بها لحكمةيعلمها ، قال تعالى : { كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْمِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ . أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِيلَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ . وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّتُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّىوَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُعَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } وقال عن نبيه هود عليه الصلاةوالسلام في دعوته لقومه : { وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّتُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْقُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ } وقال عن نبيهنوح عليه الصلاة والسلام في دعوته قومه : { قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّيلَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ . أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُوَأَطِيعُونِ . يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىأَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْكُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } وقال تعالى عن رسله عليهم الصلاة والسلام فيدعوتهم لأممهم : { قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى } . وقد ذكر سبحانهأنّ جماعة من المنافقين قالوا عن إخوانهم الذين قتلوا في غزوة أحد : {لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا } فأمر سبحانه رسولهمحمدا صلى الله عليه وسلم , أن يقول لهم : { لَوْكُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْلَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ }فبين أن قتل النفس مرهون بسببه , وأن القتيل ميت بأجله لا قبله ولا بدونسبب ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أحب أن يبسط له فيرزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه " . ( رواه البخاري ومسلم وأبو داودوالنسائي ) وعلى هذا ( فللرعاية الصحية دورها الفعال في صحة الأبدان, ومكافحة الأمراض ) كما قال السائل , لكن بإذن الله وتقديره على ماسبق فيعلمه تعالى , وبجعله تلك الرعاية سبباً لنتائجها وترتيبه مسبباتها عليهابقضائها وقدره حسبما سبق في علمه تعالى, فتبين بهذا أن للأسباب دخلا فيمسبباتها من جهة جعل الله لها سببا, ومن جهة أمره سبحانه بالأخذ بها رجاءأن يرتب الله مسبباتها عليها . لامن ذاتها ولا بتأثيرها استقلالاً فينتائجها ، بل بجعْل الله لها مؤ ثرة ، ولو شاء الله أن يسلبها خواصَّهاالتي أودعها فيها لفعل ، كما وقع في سلبه النار خاصَّتَها فلم تحرق خليليهإبراهيم عليه الصلاة والسلام ، بل كانت برداً وسلاماً عليه ، وفي سلبهخاصة السيولة والإغراق من ماء البحر حتى مرَّ موسى عليه الصلاة والسلاموقومه بأمن وسلام ، ورد تلك الخاصة إليه عند مررور فرعون ومن معه فأغرقهم، والمسببات مرهونه بأسبابها قضاءً وقدراً ، حتى الآجال طولاً وقصراً معالرعاية والإهمال على مقتضى ما سبق في علمه تعالى ، فقول السائل : إنالرعاية لا دخل لها في الآجال ، ليس بصحيح على وجه الإطلاق ، فإن لهادخلاً في ذلك على ما تقدم بيانه . وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم
حكم الصدقة وقراءة القرآن للأحياء والأموات
س: هليجوز للشخص أن يتصدق عن والديه وهم أحياء ، وهل له أن يقرأ عنهم القرآن ،وإذا كان كذالك فهل تكفي النية وحدها عن الصدقة أو القراءة ؟!
الجواب : تجوزالصدقة عن الوالدين وغيرهما من الأحياء والأموات ، وتكفي فيها النيةبالقلب ؛ فإن تَلَفَّظ بقوله : اللهم تَقَبَّل هذه الصدقة عن والدي فلاباس. ويُسَن الدعاء للوالدين والأقربين والمسلمين والاستغفار لهم ونحو ذلك .فأما قراءة القرآن وتثويبه لهم فأجازه الأكثرون ، لكنه غير مأثور؛ فلاينبغي اعتباره ، والأكثر منعه لعدم النصوص في ذلك ، فإن فعله أحياناً فلايُنكر عليه .
حكم بيع الرقى والعزائم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد : فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على السؤال المقدم من سعادة وكيل الداخلية ، إلى سماحة الرئيس العام ونصه : (تقدمالمدعوع . م . ز لإمارة المنطقة الرياض للسماح له ببيع الرقى والعزائم فيالسوق ، وإن هيئة الأمربالمعروف والنهي عن المنكر طلبت منه الحصول علىتصريح من الإمارة ، وقد رفعت إلينا الإمارة باقتراح إعطاء التصاريح منسماحتكم بعد الاقتـناع من الشخص طالب الترخيص وعمل الضوابط والقواعد التيتحمي الموطنين من الاستغلال . آمل بموافاتنا بمرئياتكم في هذا الشأن ،وإمكانية منح التصاريح لمن تتوافر فيهم الشروط التي يتم وضعها في هذاالشأن . ولسماحتكم تحياتنا ) .
وأجابت بما يلي :
سبقأن صدرت فتوى في منع كتابة قرآن أو أذكار نبوية أو نحوها في ورق أو طبقمثلاً ، ثم مَحْوها بماء ونحوه ليشربه المريض أملاً في الشفاء من مرضه ،وأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن الخلفاء الراشدين ولاالصحابة ، رضي الله عنهم فيما نعلم ، أنهم فعلوا ذلك ، والخير كل الخير فياتّباع هديه ، صلى الله عليه وسلم ، وهدي خلفائه وما كان عليه سائر أصحابه، رضي الله عنهم ، وفيما يلي نص الفتوى : ( أذن النبي صلى الله عليه وسلمفي الرقية بالقرآن والأذكار والأدعية مالم تكن شركًا أو كلامًا لا يُفهممعناه ؛ لما روى مسلم في صحيحه عن عوف بن مالك ، قال : كنا نرقى فيالجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك ؟ فقال : " اعرضوا عليّ رقاكملابأس بالرقى مالم تكن شركًا " . وقد أجمع العلماء على جواز الرقى إذاكانت على الوجه المذكور آنفًا مع اعتقاد أنها سبب لا تأثير له إلا بتقديرالله تعالى ، أمَّا تعليق شيء بالعنق أوربطه بأي عضو من أعضاء الشخص فإ نكان من غير القرآن فهو محرم بل شرك ، لما رواه الإمام أحمد في مسنده عنعمران بن الحصين، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، رأى رجلاًفي يده حلقه من صفر . فقال : ما هذا ؟ قال : من الواهنة . فقال : " انزعهافإنَّها لا تزيدك إلا وهنًا ، فإنك لو متَّ وهي عليك ما أفلحت أبدًا " .وما رواه عن عقبة بن عامر عنه صلى الله عليه وسلم ، قال : " من تعلَّقتميمة فلا أتم الله له ، ومن تعلق وَدَعة فلا وَدع الله له " . وفي روايةلأحمد أيضًا : " من تعلق تميمة فقد أشرك " .وما رواه أحمد وأبوداود عن ابنمسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يقول : "إن الرقى والتائم والتِّولة شرك ". وإن كان ما علقه من آيات القرآنفالصحيح أنه ممنوع أيضًا ، لثلاثة أمور : الأول عموم أحاديث النبي، صلىالله عليه وسلم ، بالنهي عن تعليق التمائم ولا مُخصص لها . الثاني : سدالذَّريعة فإنه يُفضي إلى تعليق ما ليس كذلك . الثالث : أن ما علق من ذلكيكون عرضة للامتهان بحمله معه في حال قضاء الحاجة والاستنجاء والجماع ونحوذلك . وأما كتابة سورة أو آيات من القرآن في لوح أو طبق أو قرطاس ، وغسلهبماء أو زعفران وغيرهما وشرب تلك الغسالة ، رجاء البركة أو استفادة علم أوكسب مال أو صحة أو عافية ونحو ذلك ، فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه فعله لنفسه أو غيره ولا أنه أذِن فيه لأحد من أصحابه أو رخّص فيهلأمته ؛ مع وجود الدواعي التي تدعو إلى ذلك ، ولم يثبت في أثر صحيح - فيماعلمنا – عن أحد من الصحابة ، رضي الله عنهم ، أنه فعل ذلك أو رخَّص فيه .وعلى هذا فالأولى تركه وأن يُستغنى عنه بما ثبت في الشريعة من الرقيةبالقرآن وأسماء الله الحسنى ، وما صحَّ من الأذكار والأدعية النبويةونحوها مما يعرف معناه ولا شائبة للشرك فيه ، وليتقرب إلى الله تعالى بماشرع رجاء المثوبة وأن يفرج الله كربته ويكشف غمته ويرزقه العلم النافع ،ففي ذلك الكفاية ومن استغنى بما شَرَع الله أغناه الله عما سواه . واللهالموفق . وعلى هذا ينبغي ألاّ يُعطَي هذا الرجل تصريحا ببيع ما ذكر منالرقى والعزائم، بل يمنع من بيعها وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبهوسلم . اللجنة الدائمة
ص53 / إبليس هل هو من الملائكة ؟
س: إبليس- لعنه الله - هل هو من الملائكة أم من جنس آخر ، و إذا كان من جنس آخرفما وجه الاستثناء في قوله تعالى : {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْأَجْمَعُونَ . إِلَّا إِبْلِيسَ } ؟
ج:لا يخفى أن الملائكة جنس من مخلوقات الله ، خلقهم الله من نور ، لايعصونالله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، وأما إبليس فقد ذكر الله تعالى أنه منالجن ، قال تعالى : {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَفَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِرَبِّهِ }. وذكر تعالى عنه قوله في تبرير امتناعه عن السجود لآدم :{خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ }. أما وجه الاستثناء فيقوله تعالى : { فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ . إِلَّاإِبْلِيسَ } فهو استثناء منقطع كقول القائل : جاء القوم إلاحماراً ، وهناكمن أهل العلم من يقول بأن إبليس - لعنه الله - من جنس الملائكة إلاّ أنهعصى الله تعالى ، وأصرَّ على التمرد والعصيان ، فحقت عليه لعنة الله إلىيوم القيامة. . وبالله التوفيق . وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة
سؤال العراف والكاهن لا يجوز
س : كانوالدي مريضًا مرضًا نفسيًّا ، وطالت معه مدة المرض ، وتخلل ذلك مراجعةللمستشفى ، لكن أشار علينا بعض الأقرباء بأن نذهب إلى امرأة قالوا أنهاتعرف علاجًا لمثل هذه الأمراض ، وقالوا أيضًا : أعطوها الاسم فقط وهيتخبركم بما فيه وتصف له الدواء. فهل يجوز لنا أن نذهب لهذه المرأة ؟أفيدونا جزاكم الله .
ج : هذه المرأةوأشباهها لا يجوز سؤالها ولا تصديقها ، لأنها من جملة العرّافين والكهنةالذين يدَّعون علم الغيب ويستعينون بالجن في علاجهم وأخبارهم . وقد صحعن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " من أتى عرافًا فسأله عنشيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " . أخرجه مسلم في صحيحه . وصحّ عنه صلىالله عليه وسلم ، أنه قال : " من أتى عرافا أو كاهناً فصدقه بما يقول ،فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " والأحاديث في هذا المعنىكثيرة ، فالواجب الإنكار على هؤلاء ومن يأتيهم ، وعدم سؤالهم وتصديقهموالرفع عنهم إلى ولاة الأمور حتى يعاقَبوا بما يستحقون لأن تركهم وعدمالرفع عنهم يضر المجتمع ، ويساعد على اغترار الجهال بهم وسؤالهم وتصديقهم0 وقد قال النبي صلي الله عليهم وسلم " من رأى منكم منكراً فليغيره بيدهفإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان " رواهمسلم في صحيحه ولا شك أن الرفع عنهم إلى ولاة الامر ، كأمير البلد وهيئةالأمر بالمعروف والمحكمة ، ومن جملة الإنكار عليهم باللسان ومن التعاونعلى البر والتقوى وفق الله المسليمن جميعا لما فيه صلاحتهم وسلامتهم من كلسوء .
حكم الحلف بالنبي
س: اعتاد بعض الناس الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأصبح الأمر عاديا عندهم ، ولا يعتقدون ذلك اعتقادا ، فما حكم ذلك ؟
ج:الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم ، أو غيره من المخلوقات منكر عظيم ، ومنالمحرمات الشركية ، ولا يجوز لأحد الحلف الا بالله وحده وقد حكى الأمامابن عبد البر – رحمه الله -الإجماع على أنه لا يجوز الحلف بغير الله . وقدصحت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنبي عن ذلك وأنه من الشرك ،كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " إن اللهينهاكم ان تحلفوا بأبائكم فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت " . وفيلفظ آخر : فلا يحلف إلا بالله أو ليسكت . وخرج أبو داود والترمذي ، بإسنادصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " من حلف بغير الله فقد كفراو اشرك " وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من حلف بالأمانة فليسمنا " والأحاديث في هذا الباب كثيرة معلومة والواجب على جميع المسلمين ألايحلفوا إلا بالله وحده ، ولا يجوز لأحد أن يحلف بغير الله كائناً من كان ،للأحاديث المذكورة وغيرها ويجب على من اعتاد ذلك أن يحذره وأن ينهى أهلهوجلساءه وغيرهم عن ذلك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من رأى منكممنكراً فليغيره بيده ، فان لم يستطع فبلسانه ، فان لم يستطع فبقلبه وذلكأضعف الايمان ". والحلف بغير الله من الشرك الأصغر ، للحديث السابق ، وقديكون شركاً أكبر إذا قام بقلب الحالف أن هذا المحلوف به ، يستحق التعظيمكما يستحقه الله ، أو أنه يجوز أن يعبد مع الله ونحو ذلك من المقاصدالكفرية .. نسأل الله أن يمن على المسلمين جميعاً بالعافية من ذلك ، وأنيمنحهم الفقه في دينه والسلامة من أسباب غضبه إنه سميع قريب . الشيخ ابن باز
يتبع[/size] | |
| | | محفوظ المدير العام
البلد : عدد المساهمات : 280 نقاط : 802 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/08/2010
| موضوع: رد: موسوعة الفتاوى الإسلامية السبت ديسمبر 11, 2010 6:36 pm | |
| | |
| | | محفوظ المدير العام
البلد : عدد المساهمات : 280 نقاط : 802 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/08/2010
| | | | محفوظ المدير العام
البلد : عدد المساهمات : 280 نقاط : 802 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/08/2010
| موضوع: رد: موسوعة الفتاوى الإسلامية السبت ديسمبر 11, 2010 6:42 pm | |
| ص 72 / كيف الجمع بين قوله [ إن الله لا يغفر ] وقوله [ وإني لغفار ]
س :كيف نجمع بين هاتين الآيتين : { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَبِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } وقوله تعالى : {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّاهْتَدَى } وهل بينهما تعارض ؟
ج : ليسبينهما تعارض ، فالآية الأولى في حق من مات على الشرك ولم يتب ، فإنه لايغفر له ومأواه النار ، كما قال الله سبحانه : { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْبِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُالنَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } وقال عز وجل : { وَلَوْأَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } والآيات في هذاالمعنى كثيرة . أما الآية الثانية وهي قوله سبحانه : { وَإِنِّيلَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } .فهي في حق التائبين ، وهكذا قوله سبحانه : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَأَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّاللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} أجمع العلماء على أن هذه الآية في التائبين .. والله وليُّ التوفيق . الشيخ ابن باز
ص 73 / المحكم والمتشابه في القرآن الكريم
س : ما هو " المحكم والمتشابه " في القرآن الكريم ، ولمَ لم يكن القرآن كله مُحْكمًا حتى لا يتأوّل الناس منه إلا الحق ؟
ج :اعلم أن القرآن وصفه الله عز وجل بثلاثة أوصاف ؛ فوصفه بأنه محكم كله كمافي قوله تعالى : { تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ } . وفي قوله :{كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ } . ووصفه بأنه متشابه في قوله تعالى : {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا } . وهذا عاملكل القرآن معناه أن القرآن محكم متقن في أخباره وأحكامه وألفاظه وغير ذلكمما يتعلق به ، ومعنى كونه متشابهًا أن بعضه يشبه بعضًا في الكمال والجودةوالتصديق والموافقة ، فلا نجد في القرآن أحكامًا متناقضة أو أخبارًامتناقضة بل كله يشهد بعضه لبعض ويصدق بعضه بعضاً ، لكن يحتاج إلى تدبروتأمل في الآيات التي قد يكون فيما يبدو للإنسان فيها تعارض ولهذا قالالله عز وجل : { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْعِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا } . أماالوصف الثالث للقرآن ، أن بعضه محكم وبعضه متشابه كما في قوله تعالى : {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌهُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } . والمحكم هنا ما كانمعناه بيّنًا ظاهرًا لأن الله تعالى قابله بقوله : { وَأُخَرُمُتَشَابِهَاتٌ } . وتفسير الكلمة يعلم بذكر ما يقابلها ، وهذه قاعدة منقواعد التفسير ينبغي للمفسر أن ينتبه لها ، وهي أن الكلمة قد يظهر معناهابما قوبلت به ؛ وانظر إلى قوله تعالى : { فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِانْفِرُوا جَمِيعًا } . فإن كلمة ثُبات قد تبدو مشكلة للإنسان ، ولكنعندما يضمها إلى ما ذكر مقابلاً لها يتبين له معناها ، فإن معنى قوله : {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ } . أي متفرقين فُرادى . { أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا }. أي مجتمعين . هكذا قوله تعالى : { مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّأُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } . نقول إن المحكم في هذهالآية هو الذي كان معناه واضحًا غير مشتبه بحيث يعلمه عامة الناس وخاصتهم، مثل قوله تعالى : { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ } . وماأشبه ذلك من الأمور الظاهرة المعنى . ومنه آيات متشابهات ، متشابهات يخفىمعناها على كثير من الناس لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم ، كماقال تعالى : { وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِيقُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَالْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّااللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } . على قراءة من قرأها بالوصلوللسلف فيها قولان معروفان: أحدهما الوقف على قوله : { إِلَّا اللَّهُ } ,والثاني : الوصل . ولكل قراءة وجه . وأما قول السائل : ما الحكمة في أنالله سبحانه وتعالى لم يجعل القرآن كله محكمًا بل جعل منه شيئًا متشابهاً؟ فالجواب عليه من وجهتين : أولا : أن القرآن كله محكم بالمعنى العام ،كما ذكرنا في أول الجواب ، وحتى فيما يتعلق بهذه الآية الكريمة ، فإنناإذا رددنا المتشابه إلى المحكم صار معناه واضحًا بينًا ، وصار الجميع كلهمحكمًا . أما الوجه الثاني فإننا نقول : إن الله سبحانه وتعالى أوجدالمتشابه الذي يحتاج إلى تدبر وتأمل وإرجاع إلى المحكم ، أوجده لحكمة وهيالابتلاء والامتحان والاختبار ، حيث إن بعض الناس يأخذ من هذه الآياتالمتشابهات طريقًا إلى الفتنة ، وإلى الطعن في القرآن والتشكيك فيه وليكونبهذا ابتلاء وامتحانًا من الله سبحانه وتعالى له ، وهذا كما يكون في أحكامالله الشرعية أو آياته الشرعية كالقرآن ، يكون كذلك في الآيات الكونيةالقدرية ، فإن الله تعالى قد يقدر بعض الأشياء امتحانًا للإنسان يبلوه فيتطبيق شريعته , وانظر إلى ما ابتلي به الله أهل السبت حين حرّم عليهمالحيتان في يوم السبت ، ابتلاهم الله عز وجل بأن تأتي الحيتان شرَّعًا علىظهر الماء في يوم السبت وفي غير يوم السبت لا تأتيهم ، لكنهم لم يصبرواعلى هذه المحنة فتحيلوا بالحيلة المعروفة حيث وضعوا شركًا في يوم الجمعة ،لتقع فيه الحيتان ، فيأخذونها يوم الأحد ، فعاقبهم الله عز وجل على هذهالحيلة . وانظر كذلك إلى ما ابتلي الله به الصحابة رضي الله عنهم في قوله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍمِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُمَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ } . فابتلاهم الله بسهولة تناول الصيد وهممُحْرمون وصبروا – رضي الله عنهم – فلم يفعلوا شيئًا مما حرم الله عليهم ،هكذا أيضًا الآيات الشرعية يكون فيها الأشياء المتشابهة التي قد يكونظاهرها التعارض وتكذيب بعضها أيضًا . لكن الراسخون في العلم يعرفون كيفيجمعون بينها وكيف يؤلفون بين الآيات ، وأما أهل الفتنة والشر ، فإنهميجعلون من هذا طريقًا إلى إظهار القرآن وكأنه متعارض ومتناقض { فَأَمَّاالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُتَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ } . الشيخ ابن عثيمين
[size=16]75 / المؤمنون يرون ربهم حقا في الجنة كما يشاء الله
س : في حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : ( إنكم سترون ربكم يوم القيامة كالقمر ليلة البدر .. لا تضامون في رؤيته ) . 1- هل رؤية الله حق يوم القيامة ؟ وهل الحديث المذكور أعلاه صحيح ؟ ! وهل الرؤية للناس جميعًا أم للمؤمنين ؟ 2- قال بعض رواة الحديث : إن الله سبحانه وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فهل هذا صحيح ؟ ! .
ج 1 :هذا الحديث صحيح ثابت ، وهو دليل على أن المؤمنين يرون ربهم حقًّا كمايشاء الله وأما الكفار فلا يرونه ، لقوله تعالى : { كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْرَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } . وقد وردت الأحاديث الكثيرة فيإثبات رؤية المؤمنين لربهم في الجنة ، وكذلك دل عليها القرآن كقوله تعالى: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ . إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } . وقوله :{ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ } . فأما كيفية الرؤية فلا نعلمها معأحقيتها ، فإن الدار الآخرة لا تُقاس بالدنيا ، ولا يقاس الغيب علىالشهادة ، وإنما علينا أن نقول بما نعلم .
2- وردتالأحاديث الصحيحة في النزول كقوله صلى الله عليه وسلم : " ينزل ربنا إلىالسماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : ( هل من داعٍ فأستجيبله ، هل من مستغفر فأغفر له ، هل من تائب فأتوب عليه ؟ ) . لكن هذاالنزول من الأمور الغيبية ، فنحن نقبله ولا نخوض في كيفيته ، وإنما نستفيدمن فضل آخر الليل ، واستحباب الصلاة هناك والدعاء والاستغفار وإنه مظنةالإجابة . الشيخ ابن جبرين
ص 76 / إمامة المخالف لأهل السنة
س : هل تجوز الصلاة خلف صاحب عقيدة مخالفة لأهل السنة والجماعة كالأشعري مثلًا ؟
ج : الأقربوالله أعلم أن كل من نحكم بإسلامه يصح أن نصلي خلفه ومَن لا فلا ، وهذاقول جماعة من أهل العلم وهو الأصوب . وأما من قال أنها لا تصح خلف العاصيفقوله هذا مرجوح ، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في الصلاة خلفالأمراء ،- والأمراء منهم الكثير من العصاة- ، وابن عمر وأنس وجماعة صلواخلف الحجاج وهو من أظلم الناس . والحاصل أن الصلاة تصح خلف مبتدع بدعة لاتخرجه عن الإسلام ، أو فاسق فسفا ظاهرا لا يخرجه من الإسلام . لكن ينبغيأن يولّى صاحب السنة ، وهكذا الجماعة إذا كانوا مجتمعين في محل يقدمونأفضلهم . الشيخ ابن باز
ص 76 / حكم سؤال السحرة والمشعوذين من الصوفية وغيرهم
س : يوجدفي بعض جهات اليمن أناس يسمون ( السادة ) ، وهؤلاء يأتون بأشياء منافيةللدين مثل الشعوذة وغيرها ، ويدَّعون أنهم يقدرون على شفاء الناس منالأمراض المستعصية ، ويبرهنون على ذلك بطعن أنفسهم بالخناجر أو قطعألسنتهم ثم إعادتها دون ضرر يلحق بهم ، وهؤلاء منهم من يصلي ومنهم من لايصلي . وكذلك يُحلون لأنفسهم الزواج من غير فصيلتهم ولا يحلون لأحد الزواجمن فصيلتهم ، وعند دعائهم للمرضى يقولون ( يا الله يا فلان ) أحد أجدادهم.وفي القديم كان الناس يُكْبرونهم ويعتبرونهم أناسا غير عاديين وأنهممقربون إلى الله ، بل يسمونهم رجال الله ، والآن انقسم الناس فيهم : فمنهممن يعارضهم وهم فئة الشباب وبعض المتعلمين ، ومنهم من لا يزال متمسكا بهموهم كبار السن وغير المتعلمين . نرجو من فضيلتكم بيان الحقيقة في هذاالموضوع ؟
جـ : هؤلاء وأشباههم منجملة المتصوفة الذين لهم أعمال منكرة وتصرفات باطلة ، وهم أيضا من جملةالعرافين الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : " من أتى عرافا فسألهعن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما " . وذلك بدعواهم علم الغيب وخدمتهمفلا يجوز إتيانهم ولا سؤالهم ، لهذا الحديث الشريف ولقوله صلى الله عليهوسلم : " من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى اللهعليه وسلم " وفي لفظ آخر : " من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقدكفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " . وأما دعاؤهم غير اللهواستغاثتهم بغير الله أو زعمهم أن آباءهم وأسلافهم يتصرفون في الكون أويشفون المرضى أو يجيبون الدعاء مع موتهم أو غيبتهم فهذا كله من الكفربالله عز وجل وكله من أعمال المشركين ، فالواجب الإنكار عليهم وعدمإتيانهم وعدم سؤالهم وعدم تصديقهم ؛ لأنهم قد جمعوا في هذه الأعمال بينعمل الكهنة والعرافين وبين عمل المشركين عباد غير الله والمستغيثين بغيرالله والمستعينين بغير الله من الجن والأموات وغيرهم ممن ينتسبون إليهمويزعمون أنهم آباؤهم وأسلافهم ، أو من أناس آخرون يزعمون أن لهم ولاية أولهم كرامة ، بل كل هذا من أعمال الشعوذة ومن أعمال الكهانة والعرافةالمنكرة في الشرع المطهر . وأما ما يقع منهم من التصرفات المنكرة من طعنهمأنفسهم بالخناجر أو قطعهم ألسنتهم فكل هذا تمويه على الناس ، وكله منأنواع السحر المحرم الذي جاءت النصوص من الكتاب والسنة بتحريمه والتحذيرمنه . فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بذلك وهذا من جنس ما قاله الله سبحانهوتعالى عن سحرة فرعون : { يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَاتَسْعَى } فهؤلاء قد جمعوا بين السحر وبين الشعوذة والكهانة والعرافة وبينالشرك الأكبر . والاستعانة بغير الله والاستغاثة بغير الله وبين دعوى علمالغيب والتصرف في علم الكون ، وهذه أنواع كثيرة من الشرك الأكبر والكفرالبواح ومن أعمال الشعوذة التي حرمها الله عز وجل ومن دعوى علم الغيب الذيلا يعلمه إلا الله كما قال سبحانه : { قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِيالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ } . فالواجب على جميعالمسلمين العارفين بحالهم الإنكار عليهم وبيان سوء تصرفاتهم وأنه منكروأنَّ أعمالهم شركية وكفرية وفيها من الشعوذة والكهانة والعرافة وفيها مندعوى علم الغيب ما فيها ، وهذه أنواع كلها أنواع ضلال وأنواع كفر وباطليجب الحذر منه والحذر من أهله . وأما كونهم لا يزوجون بناتهم لغيرهمويستحلون الزواج من غيرهم فهذا أيضًا جهل وضلال لا وجه له ولا أصل له فيالشرع ، وقد قال الله سبحانه وتعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّاخَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًاوَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } . ولو كانوا من السادة أو من بني هاشمفليس لهم أن يحرّموا بناتهم على غيرهم بل هذا منكر ويخالف ما صحَّ عن رسولالله صلى الله عليه وسلم ، فقد زوّج عليه الصلاة والسلام زينب ابنة عمهزيد بن حارثة وهي أسدية ، وزوَّج فاطمة بنت قيس أسامة بن زيد وهي قرشية ،وزوّج عليٌّ – رضي الله عنه – أمَّ كلثوم لعمر بن الخطاب – رضي الله عنه –وهو ليس من بني هاشم بل هو من بني عدي .. والوقائع في هذه كثيرة تدل علىبطلان ما عليه هؤلاء وأنهم مخالفون لما عليه سَلفهم ، فالواجب نصيحتهموتحذيرهم من مخالفة أمر الله ، وأمرهم بالتوبة إلى الله سبحانه من جميع ماخالفوا فيه الشرع المطهر . نسأل الله لنا ولهم الهداية . الشيخ ابن باز
ص 78 / حكم الاستعانة بغير الله
س : رجليعيش في جماعة تستغيث بغير الله هل يجوز له الصلاة خلفهم , وهل تجب الهجرةعنهم , وهل شركهم شرك غليظ , وهل موالاتهم كموالاة الكفار الحقيقيين ؟
ج: إذاكانت حال من تعيش بينهم - كما ذكرت : من استغاثتهم بغير الله, كالاستغاثةبالأموات والغائبين عنهم من الأحياء أو بالأشجار أو الأحجار أو الكواكبونحو ذلك - فهم مشركون شركا أكبر يخرج من ملة الإسلام , لا تجوز موالاتهم, كما لا تجوز موالاة الكفار , ولا تصح الصلاة خلفهم , ولا تجوز عشرتهمولا الإقامة بين أظهرهم إلا لمن يدعوهم إلى الحق على بينة, ويرجو أنيستجيبوا له وأن تصلح حالهم دينيا على يديه , وإلا وجب عليه هجرهموالانضمام إلى جماعة أخرى يتعاون معها على القيام بأصول الإسلام وفروعه ،وإحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإن لم يجد اعتزل الفرق كلهاولو أصابته شدة ; لما ثبت عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: كان الناسيسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير, وكنت أسأله عن الشر مخافةأن أقع فيه, فقلت: يا رسول الله, إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذاالخير, فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : " نعم " ، فقلت : فهل بعد هذاالشر من خير ؟ قال : " نعم وفيه دخن " ، قلت : وما دخنه ؟ قال : " قوميستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر " ، فقلت : فهل بعدذلك الخير من شر ؟ قال : " نعم , دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليهاقذفوه فيها " ، فقلت : يا رسول الله , صفهم لنا , قال : " نعم , هم منجلدتنا, ويتكلمون بألسنتنا " ، قلت : يا رسول الله , فما تأمرني إن أدركنيذلك ؟ قال : " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " ، فقلت : فإن لم تكن لهمجماعة ولا إمام ؟ قال : " فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تَعُضَّ على أصلشجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " متفق على صحته . وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم . اللجنة الدائمة
ص 79 / السفر لزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لقبره
س : ما حكم السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وغيره من قبور الأولياء والصالحين وغيرهم ؟
ج :لا يجوز السفر بقصد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قبر غيره منالناس في أصح قولي العلماء ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تشدالرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى "متفق عليه . والمشروع لمن أراد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وهوبعيد عن المدينة أن يقصد بالسفر زيارة المسجد النبوي فتدخل زيارة القبرالشريف وقبرَيْ أبي بكر وعمر والشهداء وأهل البقيع تبعا لذلك . وإننواهما جاز . لأنه يجوز تبعا ما لا يجوز استقلالا ، أما نية القبربالزيارة فقط فلا تجوز مع شد الرحال ، أما إذا كان قريبا لا يحتاج إلى شدرحال ولا يسمى ذهابه إلى القبر سفرا ، فلا حرج في ذلك . لأن زيارة قبرهصلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه من دون شد رحال سنة وقربة ، وهكذا زيارةقبور الشهداء وأهل البقيع ، وهكذا زيارة قبور المسلمين في كل مكان سنةوقربة ، لكن بدون شد الرحال ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " زورواالقبور فإنها تذكركم الآخرة " أخرجه مسلم في صحيحه . الشيخ ابن باز
ص 80 / المرأة لا تزور القبور
س : ما حكم زيارة المرأة للقبور ؟
ج :لا يجوز للنساء زيارة القبور ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن زائراتالقبور ، ولأنهن فتنة ، وصبرهن قليل ، فمن رحمة الله وإحسانه أن حرم عليهنزيارة القبور ؛ حتى لا يَفْتنَّ ولا يُفْتِنَّ. أصلح الله حال الجميع. الشيخ ابن باز
حكم الصلاة في المساجد التي تتوسطها الأضرحة
س : هل تجوز الصلاة في المساحد التي تتوسطها قبور لأولياء الله ؟
ج :المساجد المبنية على القبور لا يُصلّى فيها ، سواء كان المقبور فيها منالصالحين أم من غيرهم ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ، نهى وحذّر منهولعن اليهود والنصارى على ذلك ، كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنهاعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذواقبور أنبيائهم مساجد " . وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمةوأم حبيبة – رضي الله عنهما – ذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم كنيسة بأرضالحبشة وما فيها من الصور ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أولئكإذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصورأولئكِ شِرار الخلق عند الله " . وخرّج مسلم في صحيحه عن جندب بن عبداللهالبجلي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ألا وإن من كان قبلكمكانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجدفإني أنهاكم عن ذلك " . فهذه الأحاديث الصحيحة وما جاء في معناها كلها تدلعلى تحريم الصلاةبالمساجد التي بها قبور ، ولَعْن من فعل ذلك ، وقد ثبتعنه صلى الله عليه وسلم من حديث جابر أنه " نهى عن تجصيص القبر والبناءعليها والقعود عليها " . فالواجب على ولاة أمر المسلمين في جميع الدولالإسلامية أن منعوا البناء على القبور واتخاذ مساجد عليها ، كما يجب عليهمأن يمنعوا تجصيصها والقعود عليها والكتابة عليها عملاً بهذه الأحاديثالصحيحة ، وسدًّا لذرائع الغلو في أهلها والشرك بهم . نسأل الله أن يوفقولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح العباد والبلاد وأن ينصر بهم دينه ويحميبهم شريعته مما بخالفها ، إنه سميع مجيب . الشيخ ابن باز
يتبع[/size] | |
| | | محفوظ المدير العام
البلد : عدد المساهمات : 280 نقاط : 802 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/08/2010
| موضوع: رد: موسوعة الفتاوى الإسلامية السبت ديسمبر 11, 2010 6:43 pm | |
| | |
| | | محفوظ المدير العام
البلد : عدد المساهمات : 280 نقاط : 802 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/08/2010
| موضوع: رد: موسوعة الفتاوى الإسلامية السبت ديسمبر 11, 2010 6:44 pm | |
| | |
| | | محفوظ المدير العام
البلد : عدد المساهمات : 280 نقاط : 802 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/08/2010
| موضوع: رد: موسوعة الفتاوى الإسلامية السبت ديسمبر 11, 2010 6:45 pm | |
| | |
| | | محفوظ المدير العام
البلد : عدد المساهمات : 280 نقاط : 802 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/08/2010
| موضوع: رد: موسوعة الفتاوى الإسلامية السبت ديسمبر 11, 2010 6:46 pm | |
| [size=25][ معاملة الكفــار ]
ص 110 / حكم إكرام غير المسلمين بتقديم الخمور لهم
س : هل يجوز للمسلم إكرام الرفقاء غير المسلمين ويقدم لها طعامًا وشرابًا مما حرمه عليه الدين الإسلامي ؟
ج :الإسلام دين السماحة واليُسر والسهولة وهو مع ذلك دين العدل ، والإكرام منالآداب الإسلامية ، لكن إذا كان كافرًا فيختلف الحُكم باختلاف قصد المكرِمله وباختلاف ما يكرمه به ، فإذا كان المقصود شرعيًّا لكونه يريد إيجادانسجام بينه وبينه حتى يدعوه إلى الإسلام وينقذه من الكفر والضلال فهذاقصد نبيل . ومنالقواعد المقررة في الشريعة أن الوسائل لها حُكم الغايات ، فإذا كانتالغاية واجبة ، وجبت الوسيلة ، وإذا كانت الغاية محرَّمة حَرمت الوسيلةوهكذا . وإذا لم يكن له مقصود شرعي في الإكرام ولم يترتب على تركه ضرر جاز. وأما إكرامهم بالطعام والشراب مما حرمه الله جل وعلا كلحم الخنزيزوالخمر فهذا لا يجوز ، فإن إكرامهم بذلك معصية لله وطاعة لهم وتقديمهملحقهم على حق الله ، والواجب على المسلم هو التمسك بدينه ، وفي البلادالأجنبية يظهر لتمسكه بدينه آثار جليلة فيكون داعيًا إلى الإسلام بقولهوعمله . اللجنة الدائمة
حكم التجارة مع الكافر
س : هل يصح التعامل أو التجارة مع الكافر ونحن نعلم ذلك ، خاصة ونحن في حاجة إلى ما يصنعونه ؟
ج : لابأس إن شاء الله تعالى باستعمال ما يصنعه الكفار عند الحاجة ، كما هوالواقع هذه الأزمة في التعامل مع دول كافرة لشراء صناعاتهم وإنتاجهم منمراكب وملابس وأجهزة وأدوات وأوانٍ وغيرها ، وهذه الحاجة تعوزنا الىالاتفاق معهم على القيم والكيفيات والأوصاف اللازمة وتسليم الثمن وقبضالسلع او ارسالها ونحو ذلك مما يحتاج إليه المشتري والله أعلم . الشيخ ابن جبرين
حكم مصافحة الكفار والسلام عليهم
س : هل تجوز مصافحة الكفار وأن نبتدئهم بالسلام ؟ وإذا سلموا علينا فكيف نرد عليهم ؟
ج :الكفار والمشركون من يهود ونصارى ووثنيين ودهريين كلهم نجس كما أخبر اللهفلا يجوز إكرامهم ولا احترامهم ولا تقديرهم في المجالس ولا القيام لهم ولابداءتهم بالسلام ، أو بكيف أصبحت أو أمسيت ، لقوله صلى الله عليه وسلم : "لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في الطريق فاضطروهمإلى أضيقه " . وإذا سلموا علينا فإنّا نقول وعليكم . ولا تجوز مصافحتهمولا معانقتهم ولا تقبيل أيديهم . الشيخ ابن جبرين
حكم الصلاة خلف من يستغيث بغير الله وموالاتهم
س : الحمدلله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد : فقد أطلعت اللجنةالدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على السؤال المقدم من أحد المستفتين ونصه: رجل يعيش في جماعة تستغيث بغير الله ، هل يجوز له الصلاة خلفهم , وهلتجب الهجرة عنهم , وهل شركهم شرك غليظ , وهل موالاتهم كموالاة الكفارالحقيقيين ؟
وأجابت بما يلي :
إذاكانت حال من تعيش بينهم كما ذكرت : من استغاثتهم بغير الله , كالاستغاثةبالأموات والغائبين عنهم من الأحياء أو بالأشجار أو الأحجار أو الكواكبونحو ذلك فهم مشركون شركا أكبر يخرج من ملة الإسلام , لا تجوز موالاتهم ,كما لا تجوز موالاة الكفا ر, ولا تصح الصلاة خلفهم , ولا تجوز عشرتهم ولاالإقامة بين أظهرهم إلا كمن يدعوهم إلى الحق على بينة , ويرجو أن يستجيبواله وأن تصلح حالهم دينيا على يديه , وإلا وجب عليه هجرهم والانضمام إلىجماعة أخرى يتعاون معها على القيام بأصول الإسلام وفروعه ، وإحياء سنةرسول الله صلى الله عليه وسلم , فإن لم يجد اعتزل الفرق كلها ولو أصابتهشدة ; لما ثبت عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال : كان الناس يسألون رسولالله صلى الله عليه وسلم عن الخير , وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه, فقلت : يا رسول الله , إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير ,فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : " نعم " ، فقلت : أبعد هذا الشر من خير ؟قال : " نعم ، وفيه دخن "، قلت : وما دخنه ؟ قال : " قوم يستنون بغير سنتيويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر"، فقلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال:"نعم, دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها"، فقلت: يا رسولالله, صفهم لنا, قال: "نعم, هم من بني جلدتنا, ويتكلمون بألسنتنا"، قلت:يا رسول الله, فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمينوإمامهم"، فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرقكلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " متفق عليه .وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم . اللجنة الدائمة
ص 112 / كيفية معاملة من سب الصحابة
س : كيف نعامل الرجل الذي يسب الأصحاب الثلاثة ؟
ج :صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خير هذه الأمة ، وقد أثنى اللهعليهم في كتابه ، قال الله تعالى : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍتَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَالْفَوْزُ الْعَظِيمُ } . سورة التوبة . وقال تعالى : { لَقَدْ رَضِيَاللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِفَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْوَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا } . إلى غير هذا من الآيات التي أثنى اللهفيها على الصحابة ، ووعدهم بدخول الجنة ، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي منهؤلاء السابقين ، وممن بايع تحت الشجرة فقد بايع النبي صلى الله عليه وسلمنفسه لعثمان فكانت شهادة له وثقة منه به وكانت أقوى من بيعة غيره للنبيصلى الله عليه وسلم ، في أحاديث كثيرة إجمالاً وتفصيلاً وخاصة أبا بكروعثمان وعليًّا . وبشَّر هؤلاء بالجنة في جماعة آخرين من الصحابة وحذَّرمن سبهم فقال : " لا تسبُّوا أصحابي ، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبًا ماأدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه " . رواه مسلم في صحيحه من طريق أبي هريرة وأبيسعيد الخدري . فمن سبَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو شتمهموخاصة الثلاثة : أبا بكر وعمر وعثمان المسؤول عنهم فقد خالف كتاب اللهوسنة رسوله وعارضهما بمذمته إياهم وكان محروما من المغفرة التي وعدها اللهمن تابعهم واستغفر لهم ودعا الله ألا يجعل في قلبه غلا على المؤمنين . ومنأجل ذمّه لهؤلاء الثلاثة وأمثالهم يجب نصحه وتنبيهه لفضلهم وتعريفهبدرجاتهم وما لهم من قَدم صدق في الإسلام ، فإن تاب فهو من إخواننا فيالدين وإن تمادى في سبهم وجب الأخذ علي يده مع مراعاة السياسة الشرعية فيالإنكار بقدر الإمكان ، ومن عجز عن الإنكار بلسانه ويده فبقلبه وهذا هوأضعف الإيمان كما ثبت في الحديث الصحيح . اللجنة الدائمة
ص 113 / حكم استخدام خادمة غير مسلمة
س :بعثت أطلب خادمة لإعانة زوجتي في المنزل ، فأفادوا بالمراسلة أنه لا يوجدمسلمة في البلد الذي أريد الخادمة منه ، فهل يجوز أنـ أستقدم خادمة غيرمسلمة ؟
ج :لا يجوز استقدام خادمة غير مسلمة ولا خادم غير مسلم ولا سائق غير مسلم ولاعامل غير مسلم إلى الجزيرة العربية ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمربإخراج اليهود والنصارى منها وأمر ألا يبقى فيها إلا مسلم ، وأوصى عندوفاته عليه الصلاة والسلام بإخراج جميع المشركين من هذه الجزيرة . ولأن فياستقدام الكفرة من الرجال والنساء خطرا على المسلمين في عقائدهم وأخلاقهموتربية أولادهم فوجب منع ذلك طاعة لله سبحانه وتعالى ولرسوله صلى اللهعليه وسلم وحسما لمادة الشرك والفساد والله ولي التوفيق . الشيخ ابن باز
حكم إهداء الجار الكافر من الأضحية
س : هل للجار الكافر نصيب من الأضحية أو لا ؟
ج : يجوزللمسلم أن يواسي جاره الكافر من لحم الأضحية ، ويوسع عليه تأليفًا لقلبه ،وأداءً لحق الجوار ، ولعدم وجود ما يمنع من ذلك من الأدلة ، ولعموم قولهتعالى : { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْفِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْوَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } . ( سورةالممتحنة ، الآية : 8 ) . وقد صدر في ذلك فتوى من اللجنة الدائمة هذانصُها : (نعم يجوز لنا أن نطعم الكافر المعاهد والأسير من لحم الأضحية،ويجوز إعطاؤه منها لفقره أو قرابته أو جواره، أوتأليف قلبه؛ لأن النسكإنما هو ذبحها أو نحرها؛ قرباناً لله، وعبادة له، وأما لحمها فالأفضل أنيأكل ثلثه، ويهدي إلى أقاربه وجيرانه وأصدقائه ثلثه، ويتصدق بثلثه علىالفقراء، وإن زاد أو نقص في هذه الأقسام أو اكتفى ببعضها فلا حرج، والأمرفي ذلك واسع، ولا يعطي من لحم الأضحية حربياً؛ لأن الواجب كبته وإضعافه،لا مواساته وتقويته بالصدقة، وكذلك الحكم في صدقات التطوع؛ لعموم قولهتعالى: { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِيالدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْوَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } . ( سورةالممتحنة ، الآية : 8 ) ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أسماء بنتأبي بكر رضي الله عنها أن تصل أمها بالمال وهي مشركة . وصلى الله علىنبينا محمد وآله وصحبه وسلم ) . اللجنة الدائمة
ص 114 / حكم السلام على الكافر
س :في هذه الأيام ونتيجة للاحتكاك مع الغرب والشرق وغالبهم من الكفار علىاختلاف مللهم نراهم يرددون تحية الإسلام علينا حينما نقابلهم في أي مكانفماذا يجب علينا تجاههم؟
ج :ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا تبدؤوا اليهود ولاالنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه " رواه الإماممسلم في صحيحه . وقال صلى الله عليه وسلم : " إذا سلم عليكم أهل الكتابفقولوا وعليكم " متفق عليه . وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى ، وحكم بقيةالكفار حكم اليهود والنصارى في هذا الأمر . لعدم الدليل على الفرق فيمانعلم . فلا يبدأ الكافر بالسلام مطلقا ، ومتى بدأ هو بالسلام وجب الردعليه بقولنا : وعليكم ، امتثالا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ولا مانعمن أن يقال له بعد ذلك : كيف حالك وكيف أولادك ، كما أجاز ذلك بعض أهلالعلم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، ولا سيما إذا اقتضتالمصلحة الإسلامية ذلك كترغيبه في الإسلام وإيناسه بذلك ليقبل الدعوةويصغي لها لقول الله عز وجل : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَبِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَأَحْسَنُ } وقوله سبحانه : { وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلابِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } . الآية . الشيخ ابن باز
حكم عيد الميلاد وإطفاء الشمعة
س : ماحكم الاحتفال بمرور سنة أو سنتين مثلا أو أكثر أو أقل من السنين لولادةالشخص وهو ما يسمى بعيد الميلاد ، أو إطفاء الشمعة ؟ وما حكم حضور ولائمهذه الاحتفالات ؟ وهل إذا دعي الشخص إليها يجيب الدعوة أم لا ؟ أفيدوناأثابكم الله .
ج : قددلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على أن الاحتفال بالموالد من البدعالمحدثة في الدين ولا أصل لها في الشرع المطهر ، ولا تجوز إجابة الدعوةإليها ، لما في ذلك من تأييد للبدع والتشجيع عليها . . وقد قال اللهسبحانه وتعالى : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِمَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ }وقال سبحانه : { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىشَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِشَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُوَلِيُّ الْمُتَّقِينَ } وقال سبحانه : { اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَإِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَقَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ }وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " . أخرجه مسلم في صحيحه ، وقالعليه الصلاة والسلام : " خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلىالله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة " والأحاديث في هذاالمعنى كثيرة . ثم إن هذه الاحتفالات مع كونها بدعة منكرة لا أصل لها فيالشرع هي مع ذلك فيها تشبه باليهود والنصارى لاحتفالهم بالموالد . وقد قالعليه الصلاة والسلام محذرا من سنتهم وطريقتهم : " لتتبعن سنن من كان قبلكمحَذْو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول اللهاليهود والنصارى ؟ .. قال : فمن " . أخرجاه في الصحيحين . . ومعنى قوله :" فمن " أي هم المعنيون بهذا الكلام . وقال صلى الله عليه وسلم : " منتشبه بقوم فهو منهم " والأحاديث في هذا المعنى معلومة كثيرة . الشيخ ابن باز
ص 116 / حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
س : ما حكم الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج ؟
ج :الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج الذي يفعله بعض الناس في السابع والعشرينمن رجب ليس له أصل ، ولم تُحفظ هذه الليلة بل أُنسيها الناس ، ولا يُعلمأنها في رجب ، ثم لو علم ذلك وأنها في رجب أو شعبان أو شوال أو غير ذلك لميجز للناس أن يحتفلوا بها ، لأنهم بذلك يستدركون على الرسول صلى الله عليهوسلم ، والرسول لم يفعل ذلك ولا أصحابه ، فوجب التأسّي بهم , والسير علىمناهجهم وعدم الإحداث لما لم يحدثوه ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " منأحدث في أمرنا – أي ديننا – ما ليس منه فهو رد " . وقال أيضًا : " من عملعملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " . أخرجه الشيخان في الصحيحين ، وأخرجالثاني مسلم في صحيحه وعلقه البخاري جازمًا به من حديث عائشة رضي اللهعنها . وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته يومالجمعة : " أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هَدي محمد صلىالله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة " . ويقول في حديثالعرباض بن سارية رضي الله عنه : " إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثةبدعة وكل بدعة ضلالة " . هذه الأحاديث الصحيحة تبين لنا تحريم البدعوخطرها ، وأن عواقبها وخيمة ، وما ذلك إلا لأنها تُعتبر زيادة في الدين ،هذا يُحدث وهذا يُحدث حتى يكون ديننا مجموعة مما ابتدعه الناس وأدخلهالناس فيه . وقد بُليت اليهود والنصارى بالبدع حتى أدخلوا في دينهم ما لميأذن به الله ، وحتى التبس عليهم دينهم فالتبس حقه بباطله بسبب ما أدخلوافيه من البدع والمحدثات . فوجب على هذه الأمة أن تحذر ما فعله اليهودوالنصارى ، وأن تبتعد عن التشبه بهم في أعيادهم وفي كل شيء . والله وليالتوفيق . الشيخ ابن باز
ص 117 / الطريقة المثلى لمعاملة الذمي
س : ما هي الطريقة المثلى في معاملة الذمي ، وهل نعامله معاملة عادية ؟
ج : الطريقةالمثلى في معاملة المسلمين للذمي الوفاء له بذمته ، للآيات والأحاديث التيأمرت بالوفاء بالعهد وبرّه ومعاملته بالعدل لقوله تعالى : { لَايَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِوَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواإِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } . ولين القول معهوالإحسان إليه عمومًا إلا فيما منعه الشرع ، كبدئه بالسلام وتزويجهالمسلمة وتوريثه من المسلم ونحو ذلك مما ورد النص بمنعه . وارجع في تفصيلهذا الموضوه إلى كتاب أحكام أهل الذمة للعلامة ابن قيم الجوزية – رحمهالله – وكلام غيره من أهل العلم . اللجنة الدائمة
حكم السكن مع العوائل في الخارج
س : ما حكم السكن مع العوائل لمن سافر إلى الخارج للدراسة لأجل الاستفادة من اللغة أكثر .
ج3 :لا يجوز السكن مع العوائل لما في ذلك من تعرض الطالب للفتنة بأخلاق الكفرةونسائهم ، والواجب أن يكون سكن الطالب بعيدا عن أسباب الفتنة ، وهذا كلهعلى القول بجواز سفر الطالب إلى بلاد الكفرة للتعلم ، والصواب أنه لا يجوزالسفر إلى بلاد الكفار للتعلم إلا عند الضرورة القصوى ، بشرط أن يكون ذاعلم وبصيرة وأن يكون بعيدا عن أسباب الفتنة ، وقد قال النبي صلى الله عليهوسلم : " لا يقبل الله من مشرك عملا بعدما أسلم أو يُزايل المشركين "ومعناه : حتى يزايل المشركين ، أخرجه النسائي بإسناد جيد . وخرّج أبو داودوالترمذي والنسائي بإسناد صحيح عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنهعن النبي الله عليه وسلم ، أنه قال : " أنا بريء من كل مسلم يقيم بينالمشركين " والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة . فالواجب على المسلمينالحذر من السفر إلى بلاد أهل الشرك إلا عند الضرورة القصوى ، إلا إذا كانالمسافر ذا علم وبصيرة ويريد الدعوة إلى الله والتوجيه إليه فهذا أمرمستثنى ، وهذا فيه خير عظيم . لأنه يدعو المشركين إلى توحيد الله ويعلمهمشريعة الله ، فهو محسن وبعيد عن الخطر لما عنده من العلم والبصيرة واللهالمستعان . الشيخ ابن باز
ص 118 / حكم السفر إلى بلاد الكفرة
س : تقوم بعض المؤسسات بالنشر في الصحف داعية أبناء المسلمين لقضاء العطلة الصيفية في البلاد الغربية لتعلم اللغة الانكليزية .
وللإجابة على ذلك :
ننشر توضيح فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز حول هذا الموضوع :
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين . أما بعد : فقدأنعم الله على هذه الأمة بنعم كثيرة وخصها بمزايا فريدة وجعلها خير أمةأخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله ، وأعظم هذه النعمنعمة الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده شريعة ومنهج حياة وأتم به على عبادهالنعمة ، وأكمل لهم به الدين قال تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْدِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُالْإِسْلامَ دِينًا } . ولكن أعداء الإسلام قد حسدوا المسلمين على هذهالنعمة الكبرى فامتلأت قلوبهم حقدا وغيظا وفاضت نفوسهم بالعداوة والبغضاءلهذا الدين وأهله وودوا لو يسلبون المسلمين هذه النعمة أو يخرجونهم منها ،كما قال تعالى في وصف ما تختلج به نفوسهم : { وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَكَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً } . وقال تعالى . { يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لايَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُمِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّالَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ } . وقال عز وجل : { إِنْيَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْأَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْتَكْفُرُونَ } . وقال جل وعلا : { وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْحَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا } . والآيات الدالةعلى عداوة الكفار للمسلمين كثيرة . والمقصود أنهم لا يألون جهدا ولايتركون سبيلا للوصول إلى أغراضهم وتحقيق أهدافهم في النيل من المسلمين إلاسلكوه ولهم في ذلك أساليب عديدة ووسائل خفية وظاهرة ، فمن ذلك ما ظهر فيهذه الأيام من قيام بعض مؤسسات السفر والسياحة من توزيع نشرات دعائيةتتضمن دعوة أبناء هذا البلد لقضاء العطلة الصيفية في ربوع أوربا وأمريكابحجة تعلم اللغة الإنجليزية ، ووضعت لذلك برنامجًا شاملا لجميع وقتالمسافر . وهذه البرامج تشتمل على فقرات عديدة منها ما يلي : أ- اختيار عائلة كافرة لإقامة الطالب لديها مع ما في ذلك من المحاذير الكثيرة . ب - حفلات موسيقية ومسارح وعروض مسرحية في المدينة التي يقيم فيها . جـ- زيارة أماكن الرقص والترفيه . د- ممارسة رقصة الديسكو مع فتيات كافرات ومسابقات في الرقص . هـ- جاء في ذكر الملاهي الموجودة في إحدى المدن الكافرة ما يأتي : ( أنديةليلية . مراقص ديسكو . حفلات موسيقى الجاز والروك . الموسيقى الحديثة .مسارح ودور سينما وحانات كافرة تقليدية ) ، وتهدف هذه النشرات إلى تحقيقعدد من الأغراض الخطيرة منها ما يلي : 1 - العمل على انحراف شباب بالمسلمين وإضلالهم . 2- إفساد الأخلاق والوقوع في الرذيلة . عن طريق تهيئة أسباب الفساد وجعلها في متناول اليد . 3- تشكيك المسلم في عقيدته . 4- تنمية روح الإعجاب والانبهار بحضارة الغرب . 5- دفع المسلم للتخلق بالكثير من تقاليد الغرب وعاداتهم السيئة . 6- التعود على عدم الاكتراث بالدين وعدم الالتفات لآدابه وأوامره . 7-تجنيد الشباب المسلم ليكونوا من دعاة السفر في بلادهم بعد عودتهم من هذهالرحلة وتشبعهم بأفكار الكفرة وعاداتهم وطرق معيشتهم . إلى غير ذلك منالأغراض والمقاصد الخطيرة التي يعمل أعداء الإسلام لتحقيقها بكل ما أوتوامن قوة وبشتى الطرق والأساليب الظاهرة والخفية وقد يتسترون ويعملون بأسماءعربية ومؤسسات وطنية إمعانا في الكيد وإبعادا للشبهة وتضليلا للمسلمين عمايرمونه من أغراض في بلاد الإسلام . لذلكفإني أحذر إخواني المسلمين في هذا البلد خاصة وفي جميع بلاد المسلمين عامةمن الانخداع بمثل هذه النشرات والتأثر بها وأدعوهم إلى أخذ الحيطة والحذروعدم الاستجابة لشيء منها ، فإنها سُم زعاف ومخططات من أعداء الإسلام تفضيإلى إخراج المسلمين من دينهم وتشكيكهم في عقيدتهم وبث الفتن بينهم كما ذكرالله عنهم في محكم التنزيل ، قال تعالى : { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَالْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } . الآية ،كما أنصح أولياء أمور الطلبة خاصة بالمحافظة على أبنائهم وعدم الاستجابةلطلبهم السفر إلى الخارج لما في ذلك من الأضرار والمفاسد على دينهموأخلاقهم وبلادهم كما أسلفنا ، وإرشادهم إلى أماكن النزهة والاصطياف فيبلادنا ، وهي كثيرة بحمد الله ، والاستغناء بها عن غيرها . مما يتحقق بذلكالمطلوب وتحصل السلامة لشبابنا من الأخطار والمتاعب والعواقب الوخيمةوالصعوبات التي يتعرضون لها في البلاد الأجنبية . هذا وأسأل الله جل وعلاأن يحمي بلادنا وسائر بلاد المسلمين وأبناءهم من كل سوء ومكروه وأن يجنبهممكايد الأعداء ومكرهم وأن يرد كيدهم في نحورهم ، كما أسأله سبحانه أن يوفقولاة أمرنا لكل ما فيه القضاء على هذه الدعايات الضارة والنشرات الخطيرة ،وأن يوفقهم لكل ما فيه صلاح العباد والبلاد ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسانإلى يوم الدين . الشيخ ابن باز
يتبع[/size] | |
| | | محفوظ المدير العام
البلد : عدد المساهمات : 280 نقاط : 802 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/08/2010
| موضوع: رد: موسوعة الفتاوى الإسلامية السبت ديسمبر 11, 2010 6:47 pm | |
| | |
| | | محفوظ المدير العام
البلد : عدد المساهمات : 280 نقاط : 802 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/08/2010
| موضوع: رد: موسوعة الفتاوى الإسلامية السبت ديسمبر 11, 2010 6:48 pm | |
| [size=25][ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ]
ص 127 / الشبهات التي أثيرت حول زواج النبي صلى الله عليه وسلم بزينب بعد أن طلقها زيد رضي الله عنه
س :ما هي قصة زيد بن حارثة وزواجه من زينب التي تزوجها بعده النبي صلى اللهعليه وسلم ؟ وكيف بدأ زواجهما وكيف انتهى ؟ حيث أننا سمعنا من بعض الناسفي بعض الدول العربية بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد عشق زينب وغير ذلك، ولا تسمح نفسي بأن أكتب لكم ما سمعت ، فأفيدوني ؟
ج :زيد هو ابن حارثة بن شراحيل الكلبي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وقد أعتقه وتبنَّاه فكان يُدعى زيد بن محمد ، حتى أنزل الله قوله : {ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ } . فدَعوه زيد بن حارثة .. أما زينب فهي بنتجحش بن رباب الأسدية ، وأمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى اللهعليه وسلم . أما قصة زواج زيد بزينب فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ،هو الذي تولى ذلك له ، لكونه مولاه ومُتبنّاه فخطبها من نفسها على زيد ،فاستنكفت وقالت : أنا خير منه حسبًا ، فروي أن الله أنزل في ذلك قوله : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُأَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِاللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } . فاستجابت طاعةلله وتحقيقًا لرغبة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد عاشت مع زيد حوالي سنة، ثم وقع بينهما ما يقع بين الرجل وزوجته ، فاشتكاها زيد إلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم ، لمكانتهما منه ، فإنه مولاه ومتبناه وزينب بنت عمتهأميمة ، وكأن زيدًا عرّض بطلاقها فأمرهالنبي صلى الله عليه وسلم بإمسكاهاوالصبر عليها مع علمه صلى الله عليه وسلم ، بوحي من الله أنه سيطلقهاوستكون زوجة له صلى الله عليه وسلم ، لكنه خشي أن يُعيّره الناس بأنه تزوجامرأة ابنه ، وكان ذلك ممنوعا في الجاهلية ، فعاتب الله نبيه في ذلك بقوله: { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَعَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِينَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّأَنْ تَخْشَاهُ } . يعني – والله أعلم – تخفي في نفسك ما أعلمك اللهبوقوعه من طلاق زيد لزوجته زينب وتزوجك إياها ، تنفيذًا لأمره تعالىوتحقيقًا لحكمته ، وتخشى قالةَ الناس وتعييرهم إياك بذلك ، والله أحق أنتخشاه فتُعلن ما أوحاه إليك من تفصيل أمرك وأمر زيد وزوجته زينب ، دونمبالاة بقالة الناس وتعييرهم إياك . أمازواج النبي صلى الله عليه وسلم ، زينب ، فقد خطبها النبي صلى الله عليهوسلم ، بعد انتهاء عدتها من طلاق زيد ، وزوّجه الله إياها بلا ولي ولاشهود فإنه صلى الله عليه وسلم ، وليّ المؤمنين جميعًا ، بل أولى بهم منأنفسهم ، قال الله تعالى : { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْأَنْفُسِهِمْ } . وأبطل الله بذلك عادة التبنّي الجاهلي وأحلَّ للمسلمينأن يتزوجوا زوجات مَن تبنوه بعد فراقهم إياهن بموت أو طلاق ، رحمة منهتعالى بالمؤمنين ورفعًا للحرج عنهم . وأما ما يُروى في ذلك من رؤية النبيصلى الله عليه وسلم ، زينب من وراء الستار وأنها وقعت من قلبه موقعًابليغًا ففُتن بها وعشقها ، وعلم بذلك زيد فكرهها وآثر النبي صلى الله عليهوسلم بها فطلقها ليتزوجها بعده ، فكله لم يثبت من طريق صحيح ، والأنبياءأعظم شأنا وأعف نفسًا وأكرم أخلاقًا وأعلى منزلة وشرفًا من أن يحصل منهمشيء من ذلك ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي خطبها لزيد رضي اللهعنه وهي ابنة عمته ، فلو كانت نفسه متعلقة بها لاستأثر بها من أول الأمر ،وخاصة أنها استنكفت أن تتزوج زيدًا ولم ترض به حتى نزلت الآية فرضيت ،وإنما هذا قضاء من الله وتدبير منه سبحانه لإبطال عاداتٍ جاهلية ، ولرحمةالناس والتخفيف عنهم كما قال تعالى : { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَاوَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌفِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَأَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا . مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍفِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْقَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا . الَّذِينَيُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًاإِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا . مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَاأَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَالنَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } . وصلى الله علىنبينا محمد وآله وصحبه وسلم . اللجنة الدائمة
ص 129 / الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
س : بعض الناس يرون فرض السلام على النبي صلى الله عليه وسلم مرة واحدة وفيما بعد يبقى مستحباً ؟
ج :إن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم فرض ، لأمر الله سبحانهبذلك في قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِوَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } . والأصل في الأمر الوجوب ، ولما لم يدل الأمرفي الآية على التكرار كان وجوب ذلك مرة في العمر ، وكان تكراره مستحباًللأحاديث التي وردت في الترغيب في ذلك إلا في المواضع التي دلت الأحاديثعلى وجوبها فيها . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه . اللجنة الدائمة
هل هناك صيغة معينة للصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند قبره ، وهل يرى من يسلم عليه ، وهل أخرج يده لأحد أصحابه أو غيرهم ؟
س :أي صلوات أفضل عند قبره الشريف ، أعني : الصلاة والسلام عليك يا رسولالله، أو اللهم صل على محمد وعلى آل محمد بصيغة الطلب ؟ وهل ينظر النبيصلى الله عليه وسلم إلى الرجل الذي يصلي عليه عند قبره الشريف ؟ وهل أخرجالنبي صلى الله عليه وسلم يده من قبره الشريف لأحد من الصحابة العظام أوللأولياء الكرام لجواب السلام؟
ج4:(أ) لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم - فيما نعلم - صيغة معينة فيالصلاة والسلام عليه عند قبره ، فيجوز أن يقال عند زيارته: الصلاة والسلامعليك يا رسول الله ، فإن معناها : الطلب والإنشاء وإن كان اللفظ خبرا ،ويجوز أن يُصلي عليه بالصلاة الإبراهيمية فيقول : اللهم صل على محمد ،والأفضل: أن يسلم عليه بصيغة الخبر كما يسلم على بقية القبور ، ولأن ابنعمر رضي الله عنهما كان إذا زاره يقول: ( السلام عليك يا رسول الله،السلام عليك يا أبا بكر ، السلام عليك يا أبتاه ) ثم ينصرف . (ب ) لم يثبت في كتاب ولا في سنة صحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم يَرىمن زار قبره ، والأصل : عدم الرؤية حتى يثبت ذلك بدليل من الكتاب أو السنة. ( جـ )الأصل في الميت نبيا أو غيره: أنه لا يتحرك في قبره بمد يده أو غيرها ،فما قيل من أن النبي صلى الله عليه وسلم أخرج يده لبعض من سلّم عليه غيرصحيح ، بل هو وهْم وخيال لا أساس له من الصحة . اللجنة الدائمة
ص 130 / دعاء النبي صلى الله ونداؤه والاستعانة به بعد موته شرك أكبر
س :نداء ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم في كل حاجة والاستعانة به في المصائبوالنوائب من قريب - أعني: عند قبره الشريف - أو من بعيد أشرك قبيح أم لا؟
ج3:دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ونداؤه والاستعانة به بعد موته في قضاءالحاجات وكشف الكربات شرك أكـبر يخرج من مِلة الإسلام ، سواء كان ذلك عندقبره أم بعيدًا عنه ، كأن يقول: يا رسول الله اشفني ، أو رد غائبي ، أونحو ذلك . اللجنة الدائمة
القيام عند السلام على النبي صلى الله عليه وسلم
س : هل الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين منعوا الناس من القيام عند السلام على النبي صلى الله عليه وسلم ؟
ج : لميكن من دأب الصحابة رضي الله عنهم القيام عند السلام على النبي صلى اللهعليه وسلم مطلقًا ، لا في وقت زيارة قبره ولا غيره ، ولم يكن من عادتهم أنيقصدوا إلى قبره للسلام عليه ، عليه الصلاة والسلام ، كلما دخلوا المسجدويقفوا عنده من أجل السلام عليه ، لكن ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أنهكان إذا جاء من سَفَره دخل المسجد النبوي ، فإذا صلى جاء إلى قبره عليهالصلاة والسلام فسلم عليه . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه . اللجنة الدائمة
النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمع دعاء أحد ولا نداءه
س : هليسمع النبي صلى الله عليه وسلم كل دعاء ونداء عند قبره الشريف أو صلواتخاصة حين يصلى عليه ، كما في الحديث من صلى علي عند قبري سمعته إلى آخرالحديث. أهذا الحديث صحيح أو ضعيف أو موضوع على رسول الله صلى الله عليهوسلم؟
ج :الأصل أن الأموات عموما لا يسمعون نداء الأحياء من بني آدم ولا دعاءهم ،كما قال تعالى : { وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ } ولميثبت في الكتاب ولا في السنة الصحيحة ما يدل على أن النبي صلى الله عليهوسلم يسمع كل دعاء أو نداء من البشر حتى يكون ذلك خصوصية له، وإنما ثبتعنه صلى الله عليه وسلم أنه يبلغه صلاة وسلام من يصلي ويسلم عليه فقط،سواء كان من يصلي عليه عند قبره أو بعيدا عنه كلاهما سواء في ذلك؛ لما ثبتعن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم (أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانتعند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو فنهاه ، وقال : ألاأحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهقال : " لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا ، وصلوا علي فإن تسليمكميبلغني أين كنتم " . أما حديث : من صلى علي عند قبري سمعته ، ومن صلى عليبعيدا بلغته فهو حديث ضعيف عند أهل العلم وأما ما رواه أبو داود بإسنادحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما منأحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام " فليس بصريح أنهيسمع سلام المسلم ، بل يحتمل أنه يرد عليه إذا بلغته الملائكة ذلك، ولوفرضنا سماعه سلام المسلم لم يلزم منه أن يلحق به غيره من الدعاء والنداء . اللجنة الدائمة
ص 131 / حكم الاحتفال بالمولد النبوي
س :هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا في المسجد ليتذكروا السيرة النبوية الشريفة فيليلة 12 ربيع الأول بمناسبة المولد النبوي الشريف ، بدون أن يعطلوا نهارهكالعيد ؟ واختلفنا فيه ، قيل بدعة حسنة ، وقيل بدعة غير حسنة ؟
الجواب :ليس للمسلمين أن يقيموا احتفالا بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة12 ربيع الأول ولاغيرها ، كما أنه ليس لهم أن يقيموا أي احتفال بمولد غيرهعليه الصلاة والسلام . لأن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين ؛لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده في حياته صلى الله عليهوسلم وهو المبلغ للدين والمشرع للشرائع عن ربه سبحانه ولا أمر بذلك ولميفعله خلفاؤه الراشدون ولا أصحابه جميعا ولا التابعون لهم بإحسان فيالقرون المفضلة . فعُلم أنه بدعة وقد قال صلى الله عليه وسلم : " من أحدثفي أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " متفق على صحته ، وفي رواية لمسلم وعلقهاالبخاري جازما بها " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " . والاحتفالبالموالد ليس عليه أمر النبي صلى الله عليه وسلم بل هو مما أحدثه الناس فيدينه في القرون المتأخرة فيكون مردودا ، وكان عليه الصلاة والسلام يقول فيخطبته يوم الجمعة : " أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هديمحمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة " . رواهمسلم في صحيحه وأخرجه النسائي بإسناد جيد وزاد " وكل ضلالة في النار " .ويغني عن الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم تدريس الأخبار المتعلقةبالمولد ضمن الدروس التي تتعلق بسيرته عليه الصلاة والسلام وتاريخ حياتهفي الجاهلية والإسلام في المدارس والمساجد وغير ذلك ، من غير حاجة إلىإحداث احتفال لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يقم عليهدليل شرعي .. والله المستعان ونسأل الله لجميع المسلمين الهداية والتوفيقللاكتفاء بالسنة والحذر من البدعة . الشيخ ابن باز
ص 132 / هل النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره ؟
س :في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، أكان النبي صلى الله عليه وسلم حيا فيقبره الشريف بإعادة الروح في الجسد والبدن بحياة دنيوية حسية . أو حيا فيأعلى عليين بحياة أخروية برزخية بلا تكليف ، كما قال النبي صلى الله عليهوسلم حين حضره الموت : اللهم بالرفيق الأعلى ، وجسده المنور الآن كما وضعفي قبره بلا روح والروح في أعلى عليين ؟ واتصال الروح بالبدن والجسدالمنتظر عند يوم القيامة، كما قال تعالى : { وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} .
ج :إن نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم حي في قبره حياة برزخية يحصل له بهاالتنعم في قبره بما أعده الله له من النعيم جزاء وِفاقًا له بما كسب فيدنياه ، ولم تعد إليه روحه ليصير حيا كما كان في دنياه ولم تتصل به وهو فيقبره اتصالا يجعله حيا كحياته يوم القيامة ، بل هي حياة برزخية وسط بينحياته في الدنيا وحياته في الآخرة ، وبذلك يُعلم أنه قد مات ، كما ماتغيره ممن سبقه من الأنبياء وغيرهم ، قال الله تعالى : { وَمَا جَعَلْنَالِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ }. وقال : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُوالْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } . وقال : { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْمَيِّتُونَ } . إلى أمثال ذلك من الآيات الدالة على أن الله قد توفاه ؛ولأن الصحابة رضي الله عنهم قد غسلوه وصلوا عليه ودفنوه ، ولو كان حياحياتَه الدنيوية ما فعلوا به ما يُفعل بغيره من الأموات . ولأن فاطمة رضيالله عنها قد طلبت إرثها من أبيها صلى الله عليه وسلم لاعتقادها بموته ،ولم يخالفها في ذلك الاعتقاد أحد من الصحابة رضي الله عنهم ، وقد أجابهاأبو بكر رضي الله عنه : بأن الأنبياء لا يورّثون ولأن الصحابة رضي اللهعنهم قد اجتمعوا لاختيار خليفة للمسلمين يخلفه ، وتم ذلك بعقد الخلافةلأبي بكر رضي الله عنه، ولو كان حيا كحياته في دنياه لما فعلوا ذلك ، فهوإجماع منهم على موته ، ولأن الفتن والمشاكل لما كثرت في عهد عثمان وعليرضي الله عنهما، وقبل ذلك وبعده لم يذهبوا إلى قبره لاستشارته أو سؤاله فيالمخرج من تلك الفتن والمشكلات وطريقة حلها، ولو كان حيا كحياته في دنياهلما أهملوا ذلك وهم في ضرورة إلى من ينقذهم مما أحاط بهم من البلاء . اللجنة الدائمة
ص 133 / السلام على النبي مشروع
س : إذا كان السلام بدعة حسنة فهل يجوز منع الناس من السلام على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ؟
ج :ليست الصلاة والسلام على رسولنا وعلى إخوانه النبيين بدعة حسنة كما ذكرالسائل ، بل هما مشروعان للأدلة الثابتة في ذلك ، فلا يجوز منع الناسمنهما إلا إذا جيء بهما على هيئة لم تكن على عهد السلف الصالح من الصحابةومن تبعهم بإحسان مثل أن يأتي بهما المؤذن بعد الأذان جهرًا كالأذان ، أويجتمع جماعة لذلك في أوقات معينة ليصلوا ويسلموا على النبي صلى الله عليهوسلم ، لعدم ورود ذلك عن سلفنا الصالح ، فكان وقوعهما على هذه الهيئة هوالبدعة التي تنكر دون أصل الصلاة والسلام عليه ، وصلى الله وسلم على نبينامحمد وآله وصحبه . اللجنة الدائمة
نور النبي صلى الله عليه وسلم هل هو من نور الله ؟
س : هل كان نور محمد من نور الله أو من غيره ؟
ج :للنبي صلى الله عليه وسلم نور هو نور الرسالة والهداية التي هدى الله بهابصائر من شاء من عباده ، ولا شك أن نور الرسالة والهداية من الله ، قالالله تعالى : { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّاوَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَبِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ . وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَاإِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَاالْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْعِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ . صِرَاطِاللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَاإِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ } . وليس هذا النور مكتسبا من خاتمالأولياء كما يزعمه بعض الملاحدة ، أما جسمه صلى الله عليه وسلم فهو دمولحم وعظم ... إلخ. خلق من أب وأم ولم يسبق له خلق قبل ولادته ، وما يروىمن أن أول ما خلق الله نور النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، أو أن اللهقبض قبضة من نور وجهه ، وأن هذه القبضة هي محمد صلى الله عليه وسلم ونظرإليها فتقاطرت منها قطرات فخلق من كل قطرة نبيا أو خلق الخلق كلهم من نورهصلى الله عليه وسلم ، فهذا وأمثاله لم يصح منه شيء عن النبي صلى الله عليهوسلم وانظر ص 366 وما بعدها من [ مجموع الفتاوى ] لابن تيمية - الجزءالثامن عشر ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه . اللجنة الدائمة
134 / النبي صلى الله عليه وسلم هل يعلم الغيب ؟
س : هل النبي صلى الله عليه وسلم حاضر وناظر ، أي يعلم الغيب ، فالحاضر عنده والغائب سواء ؟
ج : الأصلفي الأمور الغيبية اختصاص الله بعلمها قال الله تعالى : { وَعِنْدَهُمَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِيالْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَاوَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّافِي كِتَابٍ مُبِينٍ } . ( سورة الأنعام ، الآية : 59 ) وقال تعالى : {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّااللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } . ( سورة النمل ، الآية: 65 ) لكن الله تعالى يُطلع من ارتضى من رسله على شيء من الغيب , قالالله تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِأَحَدًا . إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْبَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا } وقال تعالى { قُلْ مَا كُنْتُبِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْأَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ} . ( سورة الأحقاف ، الآية : 9 ) . وثبت في حديث طويل من طريق أم العلاءأنها قالت : لما توفي عثمان بن مظعون أدرجناه في أثوابه , فدخل علينارسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : رحمة الله عليك أبا السائب ,شهادتي عليك لقد أكرمك الله عز وجل , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وما يدريك أن الله أكرمه ؟ " فقلت : لا أدري بأبي أنت وأمي, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما هو فقد جاءه اليقين منربه, وإني لأرجو له الخير, والله ما أدري وأنا رسول الله ما يُفعلبي" فقلت: والله لا أزكي بعده أحدا أبدا " . رواه أحمد ورواه البخاريفي كتاب الجنائز من صحيحه , وفي رواية له : " ما أدري ، وأنا رسولالله ما يفعل بي " وقد ثبت في أحاديث كثيرة أن النبي صلى الله عليه وسلمقد أعلمه الله بعواقب بعض أصحابه فبشرهم بالجنة, وفي حديث عمر بن الخطابرضي الله عنه عند البخاري ومسلم, أن جبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلمعن الساعة , فقال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، ثم لم يزد علىأن أخبره بأماراتها , فدل على أنه علم من الغيب ما أعلمه الله به دونماسواه من المغيبات, وأخبره به عند الحاجة . اللجنة الدائمة
ص 135 / هل يحضر النبي صلى الله عليه وسلم الميت ؟
س : هل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه عند الميت أو تحضر صورته؟
ج :حضور النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره ممن أفضى إلى ربه من الأمورالغيبية ، التي لا تعرف إلا بتوقيف الشرع وتعريفه لعباده بها، فليس لأحدأن يخوض في هذا إلا بنص شرعي ، ولم يثبت في آية ولا حديث أنه صلى اللهعليه وسلم حضر عند ميت ما بنفسه ولا بصورته ، وإنما يجتمع به الناس يومالقيامة ويسألونه أن يشفع لهم عند ربهم ؛ ليصرفهم من الموقف ، إلى غير هذامما سيكون له صلى الله عليه وسلم يوم القيامة مما ثبت عنه صلى الله عليهوسلم أنه من خصائصه ، والله الموفق . اللجنة الدائمة
حول الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم والإشارة إليها بالحروف
الحمدلله ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وآله وصحبه ، أما بعد : فقدأرسل الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى جميع الثَّقَلين بشيراونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، أرسله بالهدى والرحمة ودينالحق ، وسعادة الدنيا والآخرة لمن آمن به وأحبه واتبع سبيله صلى الله عليهوسلم ، ولقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة ، وجاهد في الله حقجهاده ، فجزاه الله عن ذلك خير الجزاء وأحسنه وأكمله . وطاعته وامتثالأمره واجتناب نهيه من أهم فرائض الإسلام وهي المقصود من رسالته . والشهادةله بالرسالة تقتضي محبته واتباعه والصلاة عليه في كل مناسبة وعند ذِكره .لأن في ذلك أداء لبعض حقه صلى الله عليه وسلم وشكرا لله على نعمته عليهبإرساله صلى الله عليه وسلم . وفي الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فوائدكثيرة منها : امتثال أمر الله سبحانه وتعالى ، والموافقة له في الصلاةعليه صلى الله عليه وسلم ، والموافقة لملائكته أيضا في ذلك ، قال اللهتعالى : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } .ومنها أيضا : مضاعفة أجر المصلي عليه ، ورجاء إجابة دعائه ، وسبب لحصولالبركة ، ودوام محبته صلى الله عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها ، وسبب هدايةالعبد وحياة قلبه فكلما أكثر الصلاة عليه وذكره استولت محبته على قلبه حتىلا يبقى في قلبه معارضة لشيء من أوامره ولا شك في شيء مما جاء به . كماأنه صلوات الله وسلامه عليه رغَّب في الصلاة عليه بأحاديث ثبتت عنه ، منهاما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى اللهعليه وسلم قال : " من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا " وعنه رضي اللهعنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تجعلوا بيوتكم قبوراولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم " وقال صلىالله عليه وسلم : " رَغِمَ أنفُ رجل ذُكرت عنده فلم يصلِّ عليّ " . وبماأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة في الصلوات في التشهد ،ومشروعة في الخُطب والأدعية والاستغفار ، وبعد الأذان وعند دخول المسجدوالخروج منه وعند ذكره وفي مواضع أخرى ، فهي تتأكد عند كتابة اسمه في كتابأو مؤلَّف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك لما تقدم من الأدلة . والمشروع أنتكتب كاملة تحقيقا لما أمرنا الله تعالى به ، وليتذكرها القارئ عند مرورهعليها ولا ينبغي عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على رسول الله صلى اللهعليه وسلم ، على كلمة ( ص ) أو ( صلعم ) وما أشبهها من الرموز التي قديستعملها بعض الكتبة والمؤلفين ، لما في ذلك من مخالفة أمر الله سبحانهوتعالى في كتابه العزيز بقوله : {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} . مع أنه لا يتم بها المقصود وتنعدم الأفضلية الموجودة في كتابة ( صلىالله عليه وسلم ) كاملة . وقد لا ينتبه لها القارئ أو لا يفهم المراد بها، علما بأن الرمز لها قد كرهه أهل العلم وحذروا منه . فقد قال ابن الصلاحفي كتابه علوم الحديث المعروف بمقدمة ابن الصلاح ، في النوع الخامسوالعشرين من كتابة : ( الحديث وكيفية ضبط الكتاب وتقييده ) قال ما نصه : (التاسع : أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليهوسلم عند ذكره ، ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكرره فإنَّ ذلك من أكبرالفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته ، ومن أغفل ذلك فقد حُرم حظًّاعظيمًا . وقد رأينا لأهل ذلك منامات صالحة ، وما يكتبه من ذلك فهو دعاءيثبته لا كلام يرويه ، فلذلك لا يتقيد فيه بالرواية . ولا يقتصر فيه علىما في الأصل . وهكذا الأمر في الثناء على الله سبحانه عند ذكر اسمه نحو عزوجل وتبارك وتعالى ، وما ضاهى ذلك ) . إلى أن قال : ( ثم ليتجنب فيإثباتها نقصين : أحدهما : أن يكتبها منقوصة صورة رامزًا إليها بحرفين أونحو ذلك ، والثاني : أن يكتبها منقوصة معنى بألاَّ يكتب ( وسلم ) . ورويعن حمزة الكناني رحمه الله تعالى أنه كان يقول : كنت أكتب الحديث ، وكنتأكتب عند ذكر النبي صلى الله عليه .. ولا أكتب ( وسلم ) فرأيت النبي صلىالله عليه وسلم في المنام فقال لي : ما لك لا تتم الصلاة علي ؟ قال : فماكتبت بعد ذلك صلى الله عليه إلا كتبت ( وسلم ) .. إلى أن قال ابن الصلاح :قلت : ويكره أيضا الاقتصار على قوله : ( عليه السلام ) والله أعلم ) .انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى ملخَّصًا . وقال العلامة السخاويرحمه الله تعالى في كتابه ( فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي ) ما نصه: ( واجتنب أيها الكاتب ( الرمز لها ) أي الصلاة والسلام على رسول اللهصلى الله عليه وسلم في خطك ، بأن تقتصر منها على حرفين ونحو ذلك فتكونمنقوصة - صورة - كما يفعله ( الكسائي ) والجهلة من أبناء العجم غالبا ،وعوام الطلبة ، فيكتبون بدلا من : "صلى الله عليه وسلم ( ص ) أو ( صم ) أو( صلعم ) فذلك لما فيه من نقص الأجر لنقص الكتاب خلاف الأولى ) . وقالالسيوطي رحمه الله تعالى في كتابه ( تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي ): ( ويكره الاقتصار على الصلاة أو التسليم هنا وفي كل موضع شرعت فيهالصلاة ، كما في شرح مسلم وغيره لقوله تعالى : { صَلُّوا عَلَيْهِوَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } إلى أن قال : ( ويكره الرمز إليهما في الكتابةبحرف أو حرفين كمن يكتب ( صلعم ) بلى يكتبهما بكمالها ) انتهى المقصود منكلامه رحمه الله تعالى ملخصا . هذا ووصيتي لكل مسلم وقارئ وكاتب أن يلتمسالأفضل ويبحث عما فيه زيادة أجره وثوابه ويبتعد عما يبطله أو ينقصه . نسألالله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا إلى ما فيه رضاه ، إنه جواد كريم ،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه . الشيخ ابن باز
ص 137 / حول زواج النبي صلى الله عليه وسلم بعدد من النساء
س : لماذا يتزوج الرسول مجموعة من النساء ؟
ج :لله الحكمة البالغة ، ومن حكمته أنه سبحانه أباح للرجال في الشرائعالسابقة وفي شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، أن يجمع في عصمته أكثرمن زوجة ، فلم يكن تعدد الزوجات خاصًّا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،فقد كان ليعقوب عليه الصلاة والسلام زوجتان ، وجمع سليمان بن داود عليهالصلاة والسلام بين مائة امرأة إلا واحدة ، وطاف بهن في ليلة واحدة رجاءأن يرزقه الله من كل واحدة منهن غلامًا يقاتل في سبيل الله ، وليس هذابدعا في التشريع ولا مخالفا للعقل ولا لمقتضى الفطرة ، بل هو مقتضى الحكمة، فإن النساء أكثر من الرجال حسب ما دل عليه الإحصاء المستمر وأن الرجل قديكون لديه من القوة ما يدعوه إلى أن يتزوج أكثر من واحدة ، لقضاء وطره فيالحلال بدلاً من قضائه في الحرام ، أو كبت نفسه ، وقد يعتري المرأة منالأمراض أو الموانع كالحيض والنفاس ما يحول بين الرجل وقضاء وطره معها ،فيحتاج إلى أن يكون لديه زوجة أخرى يقضي معها وطره بدلاً من الكبت أوارتكاب الفاحشة ، وإذا كان تعدد الزوجات مباحًا ومستساغًا عقلاً وفطرةوشرعًا ، وقد وجد العمل به في الأنبياء السابقين وقد توجبه الضرورة أوتستدعيه الحاجة أحيانًا ، فلا عجب أن يقع ذلك من نبينا محمد صلى الله عليهوسلم ، وهناك حكم أخرى لجمعه صلى الله عليه وسلم بين زوجات ، ذكرهاالعلماء ، منها : توثيق العلاقات بينه وبين بعض القبائل ، وتقوية الروابطعسى أن يعود ذلك على الإسلام بالقوة ويساعد على نشره لما في المصاهرة منزيادة الألفة وتأكيد أواصر المحبة والإخاء ، ومنها : إيواء بعض الأراملوتعويضهن خيرًا مما فقدن ، فإن في ذلك تطييبًا للخواطر وجبْرًا للمصائب ،وشرع سنة للأمة في نهج سبيل الإحسان إلى من أصيب أزواجهن في الجهاد ونحوه، ومنها رجاء زيادة النسل مسايرة للفطرة وتكثيرًا لسواد الأمة ودعمًا لهابمن يؤمل أن ينهض بها في نصر الدين ونشره .. وليس الداعي إلى جَمْعه صلىالله عليه وسلم ، مجرد الشهوة ، لما ثبت من أن النبي صلى الله عليه وسلم ،لم يتزوج بكرًا ولا صغيرة إلا عائشة رضي الله عنها ، وبقية نسائه ثيّبات ،ولو كانت شهوته تحكمُه والغريزة الجنسية هي التي تدفعه إلى كثرة الزواجلتخيّر الأبكار الصغيرات لإشباع غريزته ، وخاصة بعد أن هاجر وفتحتالفتوحات وقامت دولة الإسلام وقويت شوكة المسلمين وكثر سوادهم ، ومع رغبةكل أسرة في أن يصاهرها ، وحبها أن يتزوج منها ، ولكنه لم يفعل ، إنما كانيتزوج لمناسبات كريمة ودواعٍ سامية يعرفها من تتبع ظروف زواجه بكل واحدةمن نسائه ، وأيضًا لو كان شهوانيًّا لعرف ذلك في سيرته أيام شبابه وقوته ،يوم لم يكن عنده إلا زوجته الكريمة خديجة بنت خويلد ، وهي تكبره سنًّا ،ولعرف عنه الانحراف والجور في قسمه بين نسائه وهن متفاوتات في السنوالجمال ، ولكنه لم يعرف عنه إلا كمال العفة والأمانة في عِرضه وصيانتهلنفسه وحفظه لفرجه في شبابه وكِبَر سنه ، مما يدل على كمال نزاهته وسموخُلُقه . واستقامته في جميع شؤونه حتى عرف بذلك واشتهر بين أعدائه . اللجنة الدائمة
يتبع[/size] | |
| | | محفوظ المدير العام
البلد : عدد المساهمات : 280 نقاط : 802 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/08/2010
| | | | محفوظ المدير العام
البلد : عدد المساهمات : 280 نقاط : 802 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/08/2010
| موضوع: رد: موسوعة الفتاوى الإسلامية السبت ديسمبر 11, 2010 6:51 pm | |
| | |
| | | محفوظ المدير العام
البلد : عدد المساهمات : 280 نقاط : 802 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/08/2010
| موضوع: رد: موسوعة الفتاوى الإسلامية السبت ديسمبر 11, 2010 6:52 pm | |
| [size=25][ فرق ومذاهب ]
فتوى شرعية في حكم الانتماء للحركة الماسونية
( قرار المجمع الفقهي )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه . أما بعد :
نظرالمجمع الفقهي في دورته الأولى المنعقدة بمكة المكرمة في العاشر من شعبان1398 هـ . الموافق51 / 7 / 1978 م في قضية الماسونية والمنتسبين إليها ،وحكم الشريعة الإسلامية في ذلك . وقد قام أعضاء المجمع بدراسة وافية عنهذه المنظمة الخطيرة ، وطالع ما كتب عنها من قديم وجديد ، وما نشر منوثائقها نفسها فيما كتبه ونشره أعضاؤها وبعض أقطابها ، من مؤلفات ، ومنمقالات ، في المجلات التي تنطق باسمها . وقد تبين للمجمع بصورة لا تقبلالرَّيب من مجموع ما اطلع عليه من كتابات ونصوص ما يلي :
1-إن الماسونية منظمة سرية تخفي تنظيمها تارة وتعلنه تارة بحسب ظروف الزمانوالمكان ، ولكن مبادئها الحقيقية التي تقوم عليها هي سرية في جميع الأحوال، محجوب علمها حتى على أعضائها إلا خواص الخواص ، الذين يصلون بالتجاربالعديدة إلى مراتب عُليا فيها . 2-إنها تبني صلة أعضائها بعضهم ببعض في جميع بقاع الأرض على أساس ظاهريللتمويه على المغفلين ، وهو الإخاء الإنساني المزعوم بين جميع الداخلين فيتنظيمها دون تمييز بين مختلف العقائد والنِّحل .
3-إنها تجذب الأشخاص إليها ممن يهمها ضمهم إلى تنظيمها ، بطريق الإغراءبالمنفعة الشخصية على أساس أن كل أخ ماسوني مجنَّد في عون كل أخ ماسونيآخر في أي بقعة من بقاع الأرض ، يعينه في حاجاته وأهدافه ومشكلاته ،ويؤيده في الأهداف إذا كان من ذوي الطموح السياسي ، ويعينه إذا وقع فيمأزق من المآزق أيًّا كان ، على أساس معاونته في الحق والباطل ظالمًا أومظلومًا ، وإن كانت تستر ذلك ظاهريًّا بأنها تعينه على الحق لا الباطل .وهذا أعظم إغراء تصطاد به الناس من مختلف المراكز الاجتماعية وتأخذ منهماشتراكات مالية ذات بال . 4-إن الدخول فيها يقوم على أساس احتفال بانتساب عضو جديد ، تحت مراسم وأشكالرمزية إرهابية ، لإرهاب العضو إذا خالف تعليماتها ، والأوامر التي تصدرإليه بطريق التسلسل في الرتبة . 5-إن الأعضاء المغفلين يُتركون أحرارًا في ممارسة عباداتهم الدينية ،وتستفيد من توجيههم وتكليفهم في الحدود التي يصلحون لها ويبقون في مراتبدنيا ، أما الملاحدة أو المستعدون للإلحاد فترتقي مراتبهم تدريجيًّا فيضوء التجارب والامتحانات المتكررة للعضو ، على حسب استعدادهم لخدمةمخططاتها ومبادئها الخطيرة . 6- إنها ذات أهداف سياسية ، ولها في معظم الانقلابات السياسية والعسكرية والتغييرات الخطيرة ضلع وأصابع ظاهرة أو خفية . 7- إنها في أصلها وأساس تنظيمها يهودية الجذور ، ويهودية الإرادة العليا العالمية السرية ، وصهيونية النشاط . 8- إنها في أهدافها الحقيقة السرية ضد الأديان جميعًا لتهديمها بصورة عامة ، وتهديم الإسلام في نفوس أبنائه بصورة خاصة . 9-إنها تحرص على اختيار المنتسبين إليها من ذوي المكانة المالية أو السياسيةأو الاجتماعية أو العلمية أو أية مكانة يمكن أن تستغل نفوذًا لأصحابها فيمجتماعاتهم ، ولا يهمنا انتساب مِن ليس لهم مكانة يمكن استغلالها ، ولذلكتحرص كل الحرص على ضم الملوك والرؤساء وكبار موظفي الدولة ونحوهم . 10-إنها ذات فروع تأخذ أسماء أخرى تمويهًا وتحويلاً للأنظار ، لكي تستطيعممارسة نشاطاتها تحت مختلف الأسماء إذا لقيت مقاومة لاسم الماسونية فيمحيط ما ، وتلك الفروع المستورة بأسماء مختلفة من أبرزها : منظمة الأسودوالروتاري والليونز إلى غير ذلك من المبادئ والنشاطات الخبيثة التي تتنافىكليًّا مع قواعد الإسلام وتناقضه مناقضة كلية . وقد تبين للمجتمع بصورةواضحة العلاقة الوثيقة للماسونية باليهودية الصهيونية العالمية وبذلكاستطاعت أن تسيطر على نشاطات كثير من المسؤولين في البلاد العربية وغيرهافي موضوع قضية فلسطين . وتحول بينهم وبين كثير من واجباتهم في هذه القضيةالمصيرية العظمى لمصلحة اليهود والصهيونية العالمية . لذلك ولكثير منالمعلومات الأخرى التفصيلية عن نشاط الماسونية وخطورتها العظمى وتلبيساتهاالخبيثة وأهدافها الماكرة ، يقرر المجمع الفقهي اعتبار الماسونية من أخطرالمنظمات الهدَّامة على الإسلام والمسلمين وأن من ينتسب إليها ، على علمبحقيقتها وأهدافها ، فهو كافر بالإسلام مجانب لأهله . والله ولي التوفيق .
الرئيس : عبدالله بن حميد ، رئيس مجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية نائبالرئيس : محمد علي الحركان الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي . الأعضاء: عبدالعزيز بن باز ، الرئيس : العام لإدارة البحوث العلمية ، والإفتاءوالدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية محمد محمود الصواف .
ص 152 / الدعوة الوهابية دعوة سلفية ولا صحة لهذه الافتراءات
س : هلما أشيع من أن أتباع الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ، حينمااستولوا على الجزيرة العربية ووصلوا إلى المدينة المنورة ربطوا خيولهم فيالروضة الشريفة الواقعة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، صحيح ؟
ج :ليس لهذا المقال أصل من الصحة بل هو من الكذب والصد عن الحق ، وإنماالمعروف عنهم لما استولوا على المدينة المنورة : نشر الدعوة السلفية ،وبيان حقيقة التوحيد الذي بعث الله به نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلموسائر المرسلين ، وإنكار ما كان عليه الكثير من الناس من الشرك الأكبركالاستغاثة بالرسول عليه الصلاة والسلام وطلبه المدد ، والاستغاثة بمن فيالبقيع من الصحابة وأهل البيت وغيرهم من الصالحين ، وكالاستغاثة بعم النبيصلى الله عليه وسلم حمزة رضي الله عنه وغيره من الشهداء بأحد ، هذا هوالمعروف عنهم مع تعليم الناس حقيقة الإسلام وإنكار البدع والخرافات التيسادت في الحجاز وغيره في ذلك الوقت ، ومن زعم عنهم خلاف ذلك من الاستهانةبالقبر الشريف أو بالروضة أو قال عنهم أنهم يتنقصون النبي صلى الله عليهوسلم أو أحدا من الصحابة رضي الله عنهم أو غيرهم من الصالحين فقد كذبوافترى وقال خلاف الواقع وخلاف الحق . وكتب التاريخ موجودة تشهد لهم بماذكرنا وتبين كذب المفترين، رزقني الله وإياكم الفقه في دينه والثبات عليهحتى نلقاه سبحانه ، وجنبنا وإياكم طرق الزلل إنه ولي ذلك والقادر عليه .ونسأل الله عز وجل أن يغفر لهم ولسائر علماء المسلمين ودعاة الهدى ، وأنيجعلنا وإياكم من أتباعهم بإحسان ، وأن يرينا جميعا الحق حقا ويرزقنااتباعه ، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ، إنه ولي ذلك والقادرعليه .. والله الموفق . الشيخ ابن باز
ص 153 / البوذية
س: هل للبوذية كتاب ؟
ج : لانعلم لهم كتابا سماويا بل حكمهم حكم عبدة الأوثان فإن دخل أحد منهم في ديناليهودية أو النصرانية أو المجوس فله حكم الدين الذي ينتقل إليه . الشيخ ابن جبرين
حكم تقليد مذهب الشيعة
س :إنَّ بعض الناس يرى أنه يجب على المسلم لكي تقع عباداته ومعاملاته على وجهصحيح أن يقلد أحد المذاهب الأربعة المعروفة وليس من بينها مذهب الشيعةالإمامية ولا الشيعة الزيدية ، فهل توافقون فضيلتكم على هذا الرأي علىإطلاقه فتمنعون تقليد مذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية مثلا ؟
ج :على المسلم أن يتبع ما جاء عن الله ورسوله إذا كان يستطيع أخذ الأحكامبنفسه وإذا كان لا يستطيع ذلك سأل أهل العلم فيما أُشكل عليه من أمر دينه، ويتحرى أعلم من يتحصل عليه من أهل العلم ليسأله مشافهة أو كتابة . ولايجوز للمسلم أن يُقلّد مذهب الشيعة الإمامية ولا الشيعة الزيدية ولاأشباههم أهل البدع كالخوارج والمعتزلة والجهمية وغيرهم ، وأما انتسابه إلىبعض المذاهب الأربعة المشهورة فلا حرج فيه إذا لم بتعصب للمذهب الذي انتسبإليه ولم يخالف الدليل من أجله . اللحنة الدائمة
ص 154 / الوهابية لا ينكرون شفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
س : هل الوهابيون ينكرون شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام ؟
ج : لايخفى على كل عاقل درس سيرة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه أنهمبراء من هذا القول ؛ لأن الإمام رحمه الله قد أثبت في مؤلفاته لا سيما فيكتابه ( التوحيد ، وكشف الشبهات ) شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لأمتهيوم القيامة ، ومن هنا يُعلم أن الشيخ رحمة الله عليه وأتباعه لا ينكرونشفاعته عليه الصلاة والسلام وشفاعة غيره من الأنبياء والملائكة والمؤمنين، بل يُثبتونها كما أثبتها الله ورسوله ، ودرج على ذلك سلفنا الصالح عملاًبالأدلة من الكتاب والسنة . وبهذا يتضح لكم أن ما نُقل عن الشيخ وأتباعهمن إنكار شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم من أبطل الباطل ، ومن الصد عنسبيل الله والكذب على الدعاة إليه ، وإنما أنكر الشيخ رحمه الله وأتباعهطلبها من الأموات ونحوهم نسأل الله لنا ولكم العافية والسلامة من كل مايبغضه . والله الموفق . الشيخ ابن باز
حكم من اعتقد أن الولد من عطاء الله
س: هذا الولد من عطاء المرشد , وهذا الذي يزيد في الرزق وينقص , ما الحكم في هذا الاعتقاد ؟
ج :من اعتقد أن الولد من عطاء غير الله ، أو أن أحدًا سوى الله يزيد في الرزقوينقص منه ، فهو مشرك شركًا أشد من شرك العرب وغيرهم في الجاهلية , فإنالعرب ونحوهم كانوا في جاهليتهم إذا سُئلوا عمن يرزقهم من السماء والأرض ،وعمن يخرج الحي من الميت ، ويخرج الميت من الحي, قالوا : الله, وإنماعبدوا آلهتهم الباطلة لزعمهم أنها تُقربهم إلى الله زلفى , قال الله تعالى: { قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُالسَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِوَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَفَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ } . ( سورة يونس ،الآية : 31 ) . وقال : { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَمَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّاللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّاللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ } ( سورة الزمر ، الآية 3) وقال : { أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ }( سورة الملك ، الآية 21 ) وثبت في السنة أن العطاء والمنع إلى الله وحده, من ذلك ما رواه البخاري في باب الذكر بعد الصلاة من صحيحه ، أن ورَّادًاكاتب المغيرة بن شعبة قال : أملى علي المغيرة بن شعبة في كتاب إلى معاويةأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة : " لا إلهإلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد , وهو على كل شيء قدير ,اللهم لا مانع لما أعطيت , ولا معطي لما منعت , ولا ينفع ذا الجد منك الجد" . وهكذا رواه مسلم في صحيحه . لكن قد يعطي الله عبده ذرية ويوسع له فيرزقه بدعائه إياه وحده كما هو واضح في سورة إبراهيم من دعاء إبراهيمالخليل ربه ، وأجاب الله دعاءه , وفي سورة مريم والأنبياء وغيرهما من دعاءزكريا ربه وإجابته دعاءه , وكما ثبت عن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسولالله صلى الله عليه وسلم يقول : " من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له فيأجله , فليصل رحمه " . رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما . اللجنة الدائمة
ص 155 / الطريقة الشاذلية لا يصلون ولا يصومون ووالدي يأمرني باتباعها
س: اطلعتاللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على السؤال المقدم إلى سماحةالرئيس العام ، ونصُّه : هناك طريقة تسمى بـ: الشاذلية أصحابها لا يصلونولا يصومون ولا يزكون ، وهناك شخص يقولون عنه: ( سيدنا ) يقولون : إنهبمنزلة ربهم ، وهو كفيلهم يوم الآخرة ، وهو غافر لهم عن كل شيء يعملونه فيحياتهم الدنيا ، وهؤلاء الناس يجتمعون صباح الاثنين والجمعة وليلة ( أي :الاثنين والجمعة ) من كل أسبوع ، وأبي يجبرني على هذه الطريقة ويغضب عندمايراني صائما أو أصلي ، ويقول لي هذه العبارة : إن سيدنا غافر لنا عن كلشيء ومُؤمننا من عذاب النار، أي : نحن من أصحاب الجنة حتما . وطبعا كلامخاطئ ؛ لأنه هو شخص مثلهم ، فما أعمل أرشدني . أنا أعلم بأن الله ربيومحمدا نبي الله ورسوله ، والإسلام ديني وأقوم بأركانه الخمسة ، إن أطعتأبي أكون بذلك قد خالفت أوامر خالقي ، وقال سبحانه في كتابه : { فَلَاتَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا } . وإن لم أطعه بقي دائماغاضبًا علي ، ومشاجري لكي أذهب معه على هذه الطريقة ، علما بأنني لا أقدرعلى كسب المعاش لنفسي وليس في العائلة أحد مناصر لي سوى والدتي ، ما العملأرشدني لكي أرضي به ربي وأتخلص من غضب والدي الذي لا يقتنع بالصلاةوالصيام أو بالأصح بالدين الإسلامي المشروع بجميع الوسائل؟
وأجابت بما يلي :
إذاكان الواقع كما ذكرت من أن والدك ومن معه في تلك الطريقة لا يصلون ولايصومون ، وأنهم يعتقدون أن سيدهم أو شيخهم بمنزلة ربهم يكفل لهم الجنةويغفر لهم كل ما عملوه من الشر فهم كفار ، وإذا أمرك أبوك أن تكون معهمونهاك عن الصلاة والصيام فلا تطعه ؛ فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وامتثِل ما أمرك الله به واجتنب ما نهاك عنه ، وصاحب والديك في الدنيابالمعروف ؛ عَملا بقوله تعالى : { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَبِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِيعَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ . وَإِنْجَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَاتُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَمَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَاكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } . فكن مع المؤمنين الصادقين في اعتقاد ما شرعهالله وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم ، وفي العمل بكتاب الله وسنة رسولهصلى الله عليه وسلم ، وتحمّل ما ينالك من الأذى في سبيل الله ، والتزامطريق من أناب إلى الله فإنه خير وأحسن تأويلا ، وينبغي أن تفارقهم خشية أنيضلوك ، ونرجو أن يهيئ الله لك طريق الكسب الحلال الذي تعيش به فإنالأرزاق بيد الله لا بيد والدك ولا غيره من العباد . وصلى الله على نبينامحمد, وآله وصحبه وسلم . اللجنة الدائمة
ص 156 / حكم الطرق الصوفية وما يجري على أيدي بعض أهلها من الخوارق والأحوال الشيطانية
س:عندنا طريقة الدراويش ويوجد معهم رجل من أقربائنا شرب شربة ماء من صاحبالطريقة وهو رجل أمي وليس لديه خبرة ولا معرفة ليتسنى له إظهار الدجلوالشعوذة أمام الناس ومع هذا يضرب بطنه بكل آلة جارحة من خنجر وسيف وخشبةوطلقة رصاص.. إلخ . علما بأنه لا يتمسك بالإسلام ولا يؤدي الفرائض التيفرضها ربنا سبحانه وتعالى من صلاة وصوم وغيرها . نرجو تفضلكم ببيان رأي الإسلام في ذلك ، وما هو السر في الضرب ؟ نرجو الجواب كتابة لوجوده في بلادنا وبلاد عربية وإسلامية أخرى .
ج:ختم الله الرسل بمحمد صلى الله عليه وسلم بالنص والإجماع ؛ لقوله تعالى :{ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَاللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ } وتواترت الأحاديث عن رسول الله صلىالله عليه وسلم مبينة أنه خاتم النبيين ، وأجمع المسلمون على ذلك .والأولياء قسمان : أولياء الرحمن ، وأولياء الشيطان ، وقد بيّن اللهسبحانه وتعالى في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن لله أولياء منالناس وللشياطين أولياء ففرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان . فقالتعالى : { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَاهُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ . لَهُمُالْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَلِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } . وقال تعالى : {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَىالنُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُيُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُالنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاريوغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقولالله: " من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة - أو - فقد آذنته بالحرب "الحديث، فبين النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل أنه من عادى وليًّالله فقد بارز الله بالمحاربة . وذكر الله سبحانه أولياء الشيطان ، فقالتعالى : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَالشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ . إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَآَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ . إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَىالَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ } وقالتعالى : { وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِفَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا } . وقال تعالى : { وَإِذَا فَعَلُوافَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا } إلى قوله تعالى : {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِوَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ } . وقال تعالى : { وَإِنَّالشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْأَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } وقال الخليل عليه السلام : {يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِفَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا } وقال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَآَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَإِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ } } الآيات ، إلى قوله : { إِنَّكَ أَنْتَالْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } إذا عُلم هذا ، فالشخص المذكور هو من أولياءالشيطان ، والأعمال المذكورة من الأحوال الشيطانية ومن الخداع والتلبيسعلى أعين الناس ، ولا شيء في الحقيقة لما يفعله وإنها هو التلبيس على أعينالناس بواسطة الشياطين . كما قال الله عن سحرة فرعون في سورة الأعراف : {فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْوَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } . وقال في سورة طه : { قَالُوا يَا مُوسَىإِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى . قَالَبَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْسِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى } وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة
ص 158 / الصلاة من ذكر الله
س :يقول بعض الصوفية : ذِكر الله أفضل من الصلاة المكتوبة لدليل قوله تعالى :{ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ } . فهل ذكر الله أفضل من الصلاة كمايقولون ؟
ج :أمر الله بالإكثار من ذكره ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَآَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا . وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةًوَأَصِيلًا } وبيّن سبحانه أن القلوب تطمئن بذكره ، فقال جل شأنه : {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } . وعن النبي صلى اللهعليه وسلم : من ذكر الله خاليًا ففاشت عيناه في السبعة الذين يظلهم اللهفي ظله يوم لا ظل إلا ظلَّه . وضرب لنا مثلاً لمن يذكر ربه والذي لا يذكرهبالحي والميت ، ففي الذكر حياة القلوب واطمئنانها وصفاء النفوس وطهارتها ،وفضله عند الله عظيم . ولا شك أن الصلاة مشتملة على أفضل الأذكار من تلاوةالقرانوالتكبير والتهليل والتسبيح والتمجيد ، وفضل كلام الله على كلام عبادهكفضله على البشر ، وأفضل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ،والأنبياء من قبله كلمة لا إلـه إلا الله .. الخ .. كما أن الصلاة مشتملةعلى الركوع والسجود ، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد . فتفضيل الذكرفي غير الصلاة على الصلاة تفضيل للشيء على نفسه ، إن لم يكن تفضيلا على ماهو أعلى منه ، وهذا غير صحيح ، ومعنى قوله تعالى : { وَأَقِمِ الصَّلَاةَإِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُاللَّهِ أَكْبَرُ } . أداء الصلوات المفروضة في أوقاتها كما شرع اللهوبينه رسوله صلى الله عليه وسلم ، بقوله وعمله ، فإنها إن أداها المسلمعلى الوجه المشروع حالت بينه وبين ما يُستفحش من الذنوب وعصمه الله بها منارتكاب المنكرات ، ولذكر الله إياكم إذا أنتم ذكرتموه أعظم قدرًا وأفضلمثوبة وأجرًا ، كما قال تعالى : { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } . وقداختاره ابن جرير في تفسيره ووافقه على ذلك جماعة من المفسرين اعتماداًمنهم على ما نقل عن كثير من الصحابة . اللجنة الدائمة
حكم الانتساب إلى الطرق الصوفية كالشاذلية وغيرها
س :الطريقة المنسوبة إلى الشيخ عبد القادر وأبي الحسن الشاذلي هل يكون علىالإنسان حرج إذا دخل فيها وانتسب إليها ، وهل هي سنة أو بدعة ؟
ج :روى أبو داود وغيره من أصحاب السنن من طريق العرباض بن سارية أنه قال : "صلى بنا رسول الله صلىَّ الله عليه وسلم ، ذات يوم ثم أقبل علينا ، فوعظناموعظة بليغة ، ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، فقال قائل : يارسول الله كأنَّ هذه موعظةُ مودِّعٍ ، فماذا تعهد إلينا ، فقال : أوصيكمبتقوى الله والسمع والطاعة ، وإن تأمَّر عليكم عبد حبشي ، فإنه مَن يعشمنكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدينالمهديين ، تمسكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ،فإن كل مُحدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة " . فأخبر سول الله صلى الله عليهوسلم ، بأنه سيقع في أمته : اختلاف كثير ، وتتشعب بهم الطرق والمناهجويعضوا عليها بالنواجذ ، وحذّرهم من التفرق والاختلاف واتباع البدعوالمحدثات ، لأنها مضلة ومتاهات تتفرق بمن سلكها عن سبيل الله ، فوصاهمبما وصّى الله به عباده ، في قوله سبحانه : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِاللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا } . وقوله : { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِيمُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَبِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }. فنوصيكم بوصية الله ووصية رسوله صلى الله عليه وسلم ، وننصحكم بلزوم أهلالسنة والجماعة ، ونحذركم ما أحدث أهل الطرق من تصوف مدخول ، وأورادمبتدعة وأذكار غير مشروعة وأدعية فيها شرك بالله ، أو ما هو ذريعة إليه ،كالاستغاثة بغير الله ، وذكره بالأسماء المفردة وذكره بكلمة آه ، وليست منأسمائه سبحانه وتوسلهم بالمشائخ في الدعاء ، واعتقاد أنهم جواسيس القلوب ،يعلمون ما تُكتّه ، وذكرهم الله ذكرًا جماعيًّا بصوت واحد في حلقات معترنّحات وأناشيد إلى غير ذلك مما لا يعرف في كتاب الله وسنة رسوله صلىالله عليه وسلم . اللجنة الدائمة
ص 159 / معنى قول الصوفية : " إن فكنا صاحب الوقت "
س : مامعنى قول المنتسبين للتصوف إنْ فكنا صاحب الوقت ، وأنه من أهل التصريف ،وما حكم من يعتقد ذلك وهل تجوز الصلاة خلفه إن عُرف عنه ذلك ؟
ج : معنىإنْ فكنا صاحب الوقت الخ . أن هناك من إليه شؤون الخلق من البشر ، ولديهالقدرة على التصرف في أمورهم يفرج شدتهم ويفكهم ويخلصهم مما أحاط بهم منالبلاء ويسوق إليهم ما شاء الله من الخيرات في نظرهم ، ومن اعتقد ذلك فهومشرك مع الله غيره في الربوبية وتدبير شؤون الخلق ولا تصح الصلاة وراءه ،ولا يجوز توليته أمر المسلمين ولا يجعل إمامًا لهم في الصلاة لكفره الصريحوشركه البيّن ، وهو شَرٌّ مِن شرك الجاهلية الأولى قال تعالى : { قُلْمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُالسَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِوَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَفَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ . فَذَلِكُمُ اللَّهُرَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّىتُصْرَفُونَ } إلى غير ذلك من الآيات . اللجنة الدائمة
يتبع[/size] | |
| | | محفوظ المدير العام
البلد : عدد المساهمات : 280 نقاط : 802 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/08/2010
| موضوع: رد: موسوعة الفتاوى الإسلامية السبت ديسمبر 11, 2010 6:53 pm | |
| ص 160 / هل يعين الولي غيره ولو كان بعيدًا
س : هليمكن أن يعين ولي من أولياء الله أحدًا من بعيد مثلا رجل في الهند ويسكنولي في السعودية , فهل يمكن أن يعين السعودي الهندي إعانة بدنية مع أنالسعودي موجود في السعودية والهندي موجود في الهند ؟
ج :يمكن أن يعين الأحياء من الأولياء وغير الأولياء من استعان بهم في حدودالأسباب العادية ، ببذل مال أو شفاعة عند ذي سلطان مثلا , أو إنقاذ منمكروه ونحو ذلك من الوسائل التي هي في طاقة البشر حسب ما هو معتاد ومعروفبينهم , أما ما كان فوق قوى البشر من الأسباب غير العادية كالمثال الذيذكره السائل فليس ذلك إلى العباد , بل هو إلى الله وحده لا شريك له , فهوالقادر على كل شيء وهو الذي إليه السنن الكونية يُمضي منها ما شاء أو يخرقمنها ما شاء , ولهذا كانت له دعوة الحق وإليه الملجأ وحده وبه العون دونسواه , فإنه وحده الذي أحاط بكل شيء علما ووسع كل شيء حكمة ورحمة , ولامانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا راد لما قضى وهو على كل شيء قدير ,قال تعالى : { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْلَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْغَافِلُونَ . وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوابِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ } وقال : { إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوادُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَالْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} . وعلمنا في سورة الفاتحة أن نقول : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَنَسْتَعِينُ } كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم : ألا نسأل إلا اللهولا نستعين إلا به بقوله : " إذا سألت فاسأل الله, وإذا استعنت فاستعنبالله " . الحديث . اللجنة الدائمة
161 / حكم الشيوعية والانتماء إليهاالحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . وبعد :
فإنمجلس المجمع الفقهي درس فيما دَرَسه من أمور خطيرة ( موضوع الشيوعيةوالاشتراكية ) وما يتعرض له العالم الإسلامي من مشكلات الغزو الفكري علىصعيد كيان الدول ، وعلى صعيد نشأة الأفراد وعقائدهم ، وما تتعرض له تلكالدول والشعوب معًا من أخطاء تترتب على عدم التنبه إلى مخاطر هذا الغزوالخطير . ولقد رأى المجمع الفقهي أن كثيرًا من الدول في العالم الإسلاميتعاني فراغًا فكريًّا وعقائديًّا . خاصة أن هذه الأفكار والعقائدالمستوردة قد أعدت بطريقة نَفَذت إلى المجتمعات الإسلامية وأحدثت فيهاخللاً في العقائد وانحلالاً في التفكير والسلوك وتحطيمًا للقيم الإنسانيةوزعزعة لكل مقومات الخير في المجتمع ، وإنه ليبدو واضحًا جليًّا أن الدولالكبرى على اختلاف نظمها واتجاهها قد حاولت جاهدة تمزيق شمل كل دولة تنتسبللإسلام عداوة له وخوفًا من امتداده ويقظة أهله . لذا ركّزت جميع الدولالمعادية للإسلام على أمرين مهمين هما العقائد والأخلاق . ففي ميدانالعقائد شجعت كل من يعتنق المبدأ الشيوعي المعبّر عنه مبدئيا عند كثيرينبالاشتراكية ، فجندت له الإذاعات والصحف والدعايات البراقة والكُتابالمأجورين ، وسمَّته حينًا بالحرية وحينا بالتقدمية وحينا بالديمقراطية ،وغير ذلك من الألفاظ ، وسمّت كل ما يضاد ذلك من اصلاحات ومحافظة على القيموالمثل السامية والتعاليم الإسلامية رجعية وتأخرًا وانتهازية ونحو ذلك وفيميدان الأخلاق دعت إلى الإباحية واختلاط الجنسين ، وسمت ذلك أيضًا تقدماًوحرية فهي تعرف تمام المعرفة أنها متى قضت على الدين والأخلاق فقد تمكمتمن السيطرة الفكرية والمادية والسياسية ، وإذا تم ذلك لها تمكنت منالسيطرة التامة على جميع مقومات الخير والإصلاح وصرفتها كما تشاء ، فانبثقعن ذلك الصراع الفكري والعقائدي والسياسي ، وقامت بتقوية الجانب المواليلها وأمدته بالمال والسلاح والدعاية حتى يتمركز في مجتمعه ويسيطر علىالحكم ، ثم لا تسأل عما يحدث بعد ذلك من تقتيل وتشريد وكبت للحريات وسجنلكل ذي دين أو خلق قويم . ولهذا لما كان الغزو الشيوعي قد اجتاح دولاًإسلامية لم تتحصن بمقوماتها الدينية والأخلاقية تجاهه ، وكان على المجمعالفقهي في حدود اختصاصه العلمي والديني ، أن ينبه إلى المخاطر التي تترتبعلى هذا الغزو الفكري والعقائدي والسياسي الخطير ، الذي يتم بمختلفالوسائل الإعلامية والعسكرية وغيرها ، فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلاميالمنعقد في مكة المكرمة يقرر ما يلي :
أ-إعادة النظر بأقصى السرعة في جميع برامج ومناهج التعليم المطبقة حالياًفيها ، بعد أن ثبت أنه قد تسرب إلى بعض هذه البرامج والمناهج أفكارإلحادية وشيوعية مسمومة مدسوسة تحارب الدول الإسلامية في عقر دارها ، وعلىيد نفر من أبنائها من معلمين ومؤلفين وغيرهم . ب-إعادة النظر وبأقصى السرعة في جميع الأجهزة في الدول الإسلامية ، وبخاصةفي دوائر الإعلام والاقتصاد والتجارة الداخلية والخارجية وأجهزة الإداراتالمحلية ، من أجل تنقيتها وتقويمها ووضع أسسها على القواعد الإسلاميةالصحيحة ، التي تعمل على حفظ كيان الدول والشعوب وإنقاذ المجتمعات منالحقد والبغضاء ، وتنشر بينهم روح الأخوة والتعاون والصفاء . جـ- الإهابة بالدول والشعوب الإسلامية أن تعمل على إعداد مدارس متخصصةوتكوين دعاة أمناء من أجل الاستعداد لمحاربة هذا الغزو بشتى صوره ،ومقابلته بدراسات عميقة ميسرة لكل راغب بالاطلاع على حقيقة الغزو الأجنبيومخاطره من جهة ، وعلى حقائق الإسلام وكنوزه من جهة ثانية ، ومن ثَم فإنهذه المدارس وأولئك الدعاة كلما تكاثروا في أي بلد إسلامي ، يُرجى أنيقضوا على هذه الأفكار المنحرفة الغربية ، وبذلك يقوم صف علمي عملي منظمواقعي من أجل التحصن ضد جميع التيارات التي تستهدف هذه البقية الباقية منمقومات الإسلام في نفوس الناس . كمايهيب المجلس بعلماء المسلمين في كل مكان والمنظمات الإسلامية في العالم أنيقوموا بمحاربة هذه الأفكار الإلحادية الخطيرة التي تستهدف دينهم وعقائدهموشريعتهم ، وتريد القضاء عليهم وعلى أوطانهم . وأن يوضحوا للناس حقيقةالاشتراكية والشيوعية ، وأنهما حرب على الإسلام . والله يقول الحق وهويهدي السبيل والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وآلهوأصحابه أجمعين .
ص 163 / حكم البهائية والانتماء إليهاالحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده . وبعد :
فقداستعرض بمجلس المجمع الفقهي نحلة البهائية التي ظهرت في بلاد فارس ( إيران) في النصف الثاني من القرن الماضي ، ويدين بها فئة من الناس منتشرون فيالبلاد الإسلامية والأجنبية إلى اليوم . ونظر المجلس فيما كتبه ونشره كثيرمن العلماء والكتّاب وغيرهم من المطلعين على حقيقة هذه النَّحلة ونشاتهاودعوتها وكتبها ، وسيرة مؤسسها المدعو ميرزا حسين علي المازندراي ،المولود في 20 من المحرم 1233 – 12 من تشرين الثاني / نوفمبر 1817 م ،وسلوك أتباعه ثم خليفته ابنه عباس أفندي المسمى عبدالبهاء ، وتشكيلاتهمالدينية التي تنظم أعمال هذه الفئة ونشاطها . وبعد المداولة واطلاع المجلسعلى الكثير من المصادر الثابتة ، والتي يعرضها بعضُ كتب البهائيين أنفسهمتبين لمجلس المجمع ما يلي : 1- إنالبهائية دين جديد مختَرع ، قام على أساس البابية التي هي أيضا دين جديدمخترع ابتدعه المسمى باسم ( علي محمد ) المولود في أول المحرم 1235 هـ .من تشرين الأول / أكتوبر 1819 م في مدينة شيراز . وقد اتجه في أول أمرهاتجاهاً صوفيّا فلسفيًّا ، على طريقة الشيخية التي ابتدعها شيخه الضالكاظم الرشتي خليفة المدعو أحمد زين الدين الأحسائي ، زعيم طريقة الشيخةالذي زعم أن جسمه كجسم الملائكة نوراني ، وانتحل سَفسطات وخُرافات أخرىباطلة . وقد قال علي محمد بقولة شيخه هذه ، ثم انقطع عنه ، وبعد فترة ظهرللناس بمظهر جديد أنه هو علي بن أبي طالب الذي يروي فيه عن الرسول صلىالله عليه وسلم ، أنه قال : " أنا مدينة العلم وعليَّ بابها " . ومن ثمسمى نفسه " الباب " ثم ادعى أنه الباب للمهدي المنتظر ، ثم قال أنه المهدينفسه ، ثم في أخريات أيامه ادعي الألوهية وسمى نفسه الأعلى فلما نشأ ميرزاحسين علي المازندراني ( المسمي بالبهاء ) المذكور ، وهو معاصر للباب اتبعالباب في دعوته ، وبعد أن حوكم وقتل بكفره وفتنته ، أعلن ميرزا حسين عليأنه موصَى له في الباب برئاسة البابيين . وهكذا صار رئيسًا عليهم وسمىنفسه ( بهاء الدين ) . ثم تطورت به الحال حتى أعلن ( أن جميع الدياناتجاءت مقدمات لظهوره ، وأنها ناقصة لا يكملها إلا دينه ، وأنه هو المتصفبصفات الله ، وهو مصدر أفعال الله وأن اسم الله الأعظم هو اسم له ، وأنههو المعني برب العالمين ، وكما نسخ الأديان التي سبقته تنسخ البهائيةالإسلام ) . وقد قام الباب وأتباعه بتأويلات لآيات القرآن العظيم غاية فيالغرابة والباطنية بتنزيلها على ما يوافق دعوته الخبيثة . وأن له السلطةفي تغيير أحكام الشرائع الإلهية ، وأتى بعبادات مبتدعة يعبده بها أتباعه .وقد تبين للمجمع الفقهي بشهادة النصوص الثابتة عن عقيدة البهائيينالتمهيدية للإسلام ولا سيما قيامها على أساس الوثنية البشرية ، في دعوىألوهية البهائية وسطلته في تغيير شريعة الإسلام . يقرر المجمع الفقهيبإجماع الآراء خروج البهائية والبابية عن شريعة الإسلام واعتبارها حربًاعليه ، وكفر أتباعهما كفرًا بواحًا لا تأويل فيه . وأن المجمع ليحذرالمسلمين في جميع بقاع الأرض من هذه الفئة المجرمة الكافرة ، ويهيب بهم أنيقاوموها ، ويأخذوا حِذرهم منها ، لا سيما أنها قد ثبت مساندة الدولالاستعمارية لها لتمزيق الإسلام والمسلمين .. والله الموفق
ص 164/ حكم القاديانية والانتماء إليها
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد :
فقداستعرض مجلس المجمع الفقهي موضوع الفئة القاديانية التي ظهرت في الهند فيالقرن الماضي ( التاسع عشر الميلادي ) والتى تسمى أيضًا ( الأحمدية ) ودرسالمجلس نحلتهم التي قام بالدعوة إليها مؤسس هذه النحلة ميرزا غلام أحمدالقادياني 1876م مدعيًا أنه نبي يوحى إليه، وأنه المسيح الموعود ، وأنالنبوة لم تختم بسيدنا محمد بن عبد الله رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم(كما هي عليه عقيدة المسلمين بصريح القرآن العظيم والسنة) ، وزعم أنه قدأنزل عليه ، وأوحى إليه أكثر من عشرة آلاف آية، وأن مَن يكذبه كافر، وأنالمسلمين يجب عليهم الحج إلى قاديان، لأنها البلدة المقدسة كمكة والمدينة،وأنها هي المسماة في القرآن بالمسجد الأقصى ، كل ذلك مصرح به في كتابهالذي نشره بعنوان ( براهين أحمدية ) وفي رسالته التي نشرها بعنوان(التبلييغ ) . واستعرض مجلس المجمعأيضًا أقوال وتصريحات ميرزا بشير الدين بن غلام أحمد القادياني وخليفته،ومنها ما جاء في كتابه المسمى (أينة صداقت) من قوله "إن كل مسلم لم يدخلفي بيعة المسيح الموعود (أي والده ميرزا غلام أحمد القادياني ) سواء سمعباسمه أو لم يسمع فهو كافر وخارج عن الإسلام (الكتاب المذكور صفحة 35)وقوله أيضًا في صحيفتهم القاديانية (الفضل) فيما يحكيه هو عن والده غلامأحمد نفسه إنه قال: "إننا نخالف المسلمين في كل شيء: في الله، في الرسول،في القرآن، في الصلاة، في الصوم، في الحج، في الزكاة وبيننا خلاف جوهري فيكل ذلك" (صحيفة) الفضل في 30 من تموز/ يوليو 1931م . وجاءأيضًا في الصحيفة نفسها (المجلد الثالث) ما نصه "إن ميرزا هو النبي محمدصلى الله عليه وسلم " زاعمًا أنه هو مصداق قول القرآن حكاية عن سيدنا عيسىعليه السلام (ومبشرًا برسول يأتي من بعده اسمه أحمد) "كتاب إنذار الخلافةص 21"، واستعرض المجلس أيضًا ما كتبه ونشره العلماء والكتاب الإسلاميونالثقات عن هذه الفئة القاديانية الأحمدية لبيان خروجهم عن الإسلام خروجًاكليًا .وبناء على ذلك اتخذ المجلس النيابي الإقليمي لمقاطعة الحدودالشمالية في دولة باكستان قرارًا في عام 1974 بإجماع أعضائه يعتبر فيهالفئة القاديانية بين مواطني باكستان أقلية غير مسلمة، ثم في الجمعيةالوطنية (مجلس الأمة الباكستاني العام لجميع المقاطعات)وافق أعضاؤهابالإجماع أيضًا على اعتبار فئة القاديانية أقلية غير مسلمة يضاف إلىعقيدتهم هذه ما ثبت بالنصوص الصريحة من كتب ميرزا غلام أحمد نفسه ومنرسائله الموجهة إلى الحكومة الإنكليزية في الهند التي يستدرها ويستديمتأييدها وعطفها من إعلانه تحريم الجهاد، وأنه ينفي فكرة الجهاد ليصرف قلوبالمسلمين إلى الإخلاص للحكومة الإنجليزية المستعمرة في الهند لأن فكرةالجهاد التي يدين بها بعض جهال المسلمين تمنعهم من الإخلاص للإنجليز،ويقول في هذا الصدد في ملحق كتابه( شهادة القرآن) الطبعة السادسة ص 17 مانصه ( أنا مؤمن بأنه كلما ازداد أتباعي وكثر عددهم قل المؤمنون بالجهادلأنه يلزم من الإيمان بأني المسيح أو المهدي إنكار الجهاد) تنظر رسالةالأستاذ الندوي نشرة الرابطة ص 25 . وبعدأن تداول مجلس المجمع الفقهي في هذه المستندات وسواها من الوثائق المفصحةعن عقيدة القاديانيين ومنشئها وأسسها وأهدافها الخطيرة في تهديم العقيدةالإسلامية الصحيحة وتحويل المسلمين عنها تحويلًا وتضليلًا، قرر المجلسبالإجماع اعتبار العقيدة القاديانية المسماة أيضًا بالأحمدية عقيدة خارجةعن الإسلام خروجًا كاملًا، وأن معتنقيه كفار مرتدون عن الإسلام، وأن تظاهرأهلها بالإسلام إنما هو للتضليل والخداع، ويعلن مجلس المجمع الفقهي أنهيجب على المسلمين حكومات وعلماء وكتابًا ومفكرين ودعاة وغيرهم مكافحة هذهالنحلة الضالة وأهلها في كل مكان من العالم وبالله التوفيق.
توقيع نائب الرئيس : محمد علي الحركان ، الأمين العام لرباطة العالم الإسلامي توقيع نائب الرئيس : عبد الله بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى في المملكةالعربية السعودية الأعضـــاء: توقيع : محمد محمود الصواف . توقيع : صالح بن عثيمين . توقيع : محمد بنعبدالله السبيل ، توقيع : محمد رشيد قباني ، محمد رشيدي سافر قبل التوقيع . توقيععبدالعزيز بن عبدالله ابن باز ، الرئيس العام لإدارت البحوث العلميةوالإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكةالعربية السعودية ، توقيع : مصطفىالزرقا ، توقيع عبدالقدوس الهاشمي الندوي .
ص 167 / أصحاب نظرية التطور مخالفون للعقيدةس :إن نظرية التطور أصبحت تلاحقنا في أي مكان في كلياتنا المغربية ، وحتى فيالكتب والمجلات غير المتخصصة ، وكأن هذه النظرية حقيقة لا يختلف عليهااثنان . فأنا طالب بكلية العلوم ، شعبة البيلوجيا ، ودرسنا في مادةالتشريح المقارن أن السلالات تنحدر من سلالات سابقة . أريد الآياتالقرآنية والأحاديث الشريفة ، وكذا بعض آرائكم في هذا الموضوع حتى يطمئنقلـبي .
ج :فكرة التطور بلا شك هي من عقائد الدهرية وأتباعهم ، كغلاة الفلاسفةالطبائعيين وهي فكرة خاطئة نتجت عن ظن وتخمين بلا دليل ، وهكذا يقولونبقدم العالم وإنكار المبدأ والمعاد ، وينكرون حشر الأجساد ، ولا شك أن هذاكفر صريح لما فيه من تكذيب خبر الله تعالى وإخبار رسله الكرام عليهمالصلاة والسلام ، أما عقيدة المسلمين فإن الله خالق كل شيء ، كما صرح بذلكفي كتابه ، ويدخل في ذلك هذه الحيوانات الموجودة في البر والبحر ،فيعتقدون أن الله تعالى هكذا خلقها وجعلها من آيات قدرته وكمال ربوبيته ،فقال تعالى : { فأحيا به الأرض بعد موتها وبثَّ فيها من كل دابة } . وقالتعالى : { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرهاومستودعها } . أي يعلم أما كنها وآجالها وقال تعالى : { وما من دابة فيالأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم } . وقال تعالى : { وألقى فيالأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة } . وأخبر تعالى أنه خلق هذهالدواب من ماء كما في قوله تعالى : { والله خلق كل دابة من ماء فمنهم منيمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع } . وهذاكمثال ، وإلا فمنها ما له ست قوائم وأكثر من ذلك . وحيث إن الجميع خلقالله تعالى فقد فاوت بينها في الخلْق والرزق والكِبر والصغر ، وأعطى كلشيء خلقه ثم هدى كل مخلوق لما تتم به حياته وبقاء نوعه ، فهي تتولد وتنمووتحنو على أولادها وتعرف رزقها ، وكل ذلك بلا تعلُّم وإنما هو بما طبعهاالله عليه ، وأشرفها الإنسان ، فإنها خلقت لأجله حتى يعتبر ويتفكر بماميّزه به ربه من العقل والإدراك ، كما قال تعالى : { الذي أحسن كل شيءخلقه وبدأخلْق الإنسان من طين } . فعلينا الاعتراف بأننا خلْق الله ومُلكهوأنه خلق ما في الكون لنا لننتفع ونعتبر . والله الموفق . الشيخ ابن جبرين
ص 168 / الدعوة إلى القومية دعوة جاهليلة
س :ما رأيكم في الدعوة إلى القومية التي تعتقد أن الانتساب إلى العنصر أواللغة مقدم على الانتساب إلى الدين ، وهذه الجماعات تدعي أنها لا تماديالدين ولكنها تقدم القومية عليه . ما رأيكم في هذه الدعوى ؟
ج7:هذه دعوة جاهلية لا يجوز الانتساب إليها ولا تشجيع القائمين بها ، بل يجبالقضاء عليها . لأن الشريعة الإسلامية جاءت بمحاربتها والتنفير منها ،وتفنيد شبههم ومزاعمهم والرد عليها بما يوضح الحقيقة لطالبها . لأنالإسلام وحده هو الذي يخلد العروبة لغة وأدبا وخلقا ، وأن التنكر لهذاالدين معناه القضاء الحقيقي على العروبة في لغتها وأدبا وخلقها ، ولذلكيجب على الدعاة أن يستميتوا في إبراز الدعوة إلى الإسلام بقدر ما يستميتالاستعمار في إخفائه . ومنالمعلوم من دين الإسلام بالضرورة أن الدعوة إلى القومية العربية أو غيرهامن القوميات دعوة باطلة وخطأ عظيم ومنكر ظاهر وجاهلية نكراء وكيد للإسلاموأهله ، وذلك لوجوه قد أوضحناها في كتاب مستقل سميته : ( نقد القوميةالعربية على ضوء الإسلام والواقع ) وإليكم نسخة منه لتنقلوا منه ما شئتموأسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه رضاه . الشيخ ابن باز
الصوفية وحكم الصلاة خلفهم
س: من هم المتصوفون وهل تجوز الصلاة معهم ؟
ج :الصوفية في الأصل هم الزهاد الذين لا يلبسون إلا صوف الضأن من التقشف ولكنفي ما بعد دخلهم شيء من البده كالرقص والطرب وصحبة الأحداث ، واعتقدوا فيمشايخهم وتمكن منهم اعتقاد وحدة الوجود ؛ فلا تصح الصلاة خلف غلاتهم دونعوامهم . الشيخ ابن جبرين
معتنق الشيوعية مرتد
س :الفكرة الشيوعية تقوم على إنكار وجود الخالق عز وجل ، وتقول بمادية الحياوأن أصل المخلوقات هي الطبيعة . فهل معتنق المبادئ والأفكار الشيوعية منالشباب وغيرهم في عالمنا الإسلامي مرتدون ، وخاصة من يعتقدون بأفكارالشيوعية ؟
ج : الظاهرلي أن هذا السؤال كمن يسأل هل الشمس شمس ؟ وهل الليل ليل ؟ وهل النهارنهار ؟ فمن الذي يشكل عليه أن منكر الخالق لا يكون كافراً ، مع أن هذا ،أعني إنكار الخالق ما وُجد فيما سلف من الإلحاد ، وإنما وجد أخيراً ، وكيفيمكن إنكار الخالق والأدلة على وجوده – جل وعلا – أجلى من الشمس . وكيفيصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل ؟ وأدلة وجود الخالق والحمدلله موجودة في الفِطَر والعقول ، والشاهد والمحسوس ، ولا ينكره إلا مكابربل حتى الذين أنكروه قلوبهم مطمئنة بوجوده ، كما قال الله – تعالى – عنفرعون الذي أنكرالخالق وادّضعى الربوبية لنفسه قال:{ وجحدوا بهاواستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً } . وقال – جل ذكره- عن موسى وهو يناظرفرعون : { لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر } . ثم إنهؤلاء الذين ينكرون الخالق هم في الحقيقة منكرون لأنفسهم ، لأنهم هم الآنيعتقدون أنهم ما أوجدوا أنفسهم ويعلمون ذلك ، و يعتقدون أنه ما أوجدتهمأمهاتهم ، ولا أوجدهم آباؤهم ، ولا أوجدهم أحد رابع إلا رب العالمين –سبحانه وتعالى – كما قال تعالى : { أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون }وتعجب جبير بن مطعم على أنه لم يؤمن بعد أن سمع هذه الآية يقرؤها النبي ،عليه الصلاة والسلام ، قال : "كدت أطير" من كونها دليلاً قاطعاً ظاهراًعلى وجود الخالق - سبحانه وتعالى -، وهؤلاء المنكرون للخالق إذا قيل : لهممَن خلق السماوات والأرض ؟ ما استطاعوا سبيلاً إلا أن يقولوا : الذي خلقهاالله ، لأنها قطعاً لم تَخلق نفسها ، وكل موجود لا بد له من موجِد واجبالوجود وهو الله . لو أن أحداً من الناس قال : إن هذا القصر المشيد المزينبأنواع الثريات الكهربائية وغيرها إنه بنى نفسه ، لقال : الناس إن هذا أمرجنوني . ولا يمكن أن يكون ، فكيف بهذه السموات والأرض ، والأفلاك والنجومالسائرة على هذا النظام البديع الذي لا يختلف منذ أن خلقه الله عز وجل إلىأن يأذن الله بفناء هذا العالم ، وأعتقد أن الأمر أوضح من أن يقام عليهالدليل . وبناء على ذلك فإنه لا شك أن من أنكر الخالق فإنه مختل العقل كماأنه لا دين عنده وأنه كافر لا يرتاب أحد في كفره . وهذا الحكم ينطبق علىالمقلدين لهذا المذهب الذين عاشوا في الإسلام ، لأن الإسلام ينكر هذاإنكاراً عظيماً ، ولا يخفى على أحد من المسلمين بطلان هذا الفكر وهذاالمذهب ، وليسوا معذورين لأن لديهم مَن يعلمهم ، بل هم لو رجعوا إلى فطرهمما وجدوا لهذا أصلاً .
ص 170 / حكم التمذهب والتنقل بين المذاهبس : هل المذاهب المعتمدة عند أهل السنة والجماعة هي أربعة فقط ؟ وما حكم التقيد بمذهب معين ، وهل يجوز التنقل بين المذاهب ؟
ج : هذهمذاهب سجلت في الصدر الأول ، واشتهرت أقوال هؤلاء الأئمة واختياراتهمفتبعتهم طوائف من الناس وظهر لهم صحة ما هم عليه ، لكن حدث بعدهم أتباعلهم تعصبوا أو تشددوا في نصر مذاهبهم ، وردّ الأحاديث الصحيحة ، فالأولونمعذورون بخلاف من تبين له الحق ، ولا يلزم التقيد بمذهب معين ، بل متىتبين الحق مع أحد الأئمة لزِم الذهاب إليه ، ولا يجوز التنقل من مذهبلمذهب لمجرد التشهّي وأخذ الرخص ، فذلك معصية كبيرة . الشيخ ابن جبرين
يتبع | |
| | | | موسوعة الفتاوى الإسلامية | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |