محفوظ المدير العام
البلد : عدد المساهمات : 280 نقاط : 802 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/08/2010
| موضوع: التأني في معاملة الناس السبت أغسطس 14, 2010 11:29 pm | |
| وإنما ينبغي إن عرفت حاله أن تظهر له ما يوجب السلامة بينكما.
إن اعتذر قبلتن وإن أخذ الخصومة صفحت.
وأريت أن الأمر قريب.
ثم تبطن الحذر منه فلا تثق به في حال وتتجافاه باطناً مع إظهار المخالطة في الظاهر.
فإذا أردت أن تؤذيه فأول ما تؤذيه به إصلاحك لنفسك واجتهادك في علاج ما يعرفك به.
ومن أعظم العقوبة له العفو عنه الله.
وإن بالغ في السب فبالغ في الصفح تنب عنك العوام في شتمه ويحمدك العلماء على حلمك.
وما تؤذيه به من ذلك وتورثه به الكمد ظاهراً وغيره في الباطن أضعاف وخير مما تؤذيه به من كلمة إذا قلتها له سمعت أضعافها.
ثم بالخصومة تعلمه أنك عدوه فيأخذ الحذر ويبسط اللسان وبالصفح يجهل مما في باطنك فيمكنك حينئذ أن تشتفي منه أما أن تلقاه بما يؤذي دينك هو الذي قد اشتفى منك.
وما ظفر قط من ظفر به الإثم بل الصفح الجميل.
وإنما يقع هذا ممن يرى أن تسليطه عليه إما عقوبة لذنب أو لرفع درجة بالابتلاء فهو لا يرى الخصم وإنما يرى القدرة.
إذا وقعت في محنة يصعب الخلاص منها فليس لك إلا الدعاء واللجأ إلى الله بعد أن تقدم التوبة من الذنوب.
فإن الزلل يوجب العقوبة فإذا زال الزلل بالتوبة من الذنوب ارتفع السبب.
فإذا ثبت ودعوت ولم تر للإجابة أثراً فتقد أمرك فربما كانت التوبة ما صحت فصصحها ثم ادع ولا تمل من الدعاء.
فربما كانت المصلحة في تأخير الإجابة وربما لم تكن المصلحة في الإجابة فأنت تثاب وتجاب إلى منافعك.
ومن منافعك أن لا تعطي ما طلبت بل تعوض غيره.
فإذا جاء إبليس فقال كم تدعوه ولا ترى إجابة فقل أنا أتعبد بالدعاء.
وأنا موقن أن الجواب حاصل.
غير أنه ربما كان تأخيره لبعض المصالح فهو يجيء في وقت مناسب ولو لم يحصل حصل التعبد والذل.
فإياك أن تسأل شيئاً إلا وتقرنه بسؤال الخيرة.
فرب مطلوب من الدنيا كان حصوله سبباً للهلاك.
وإذا كنت قد أمرت بالمشاورة في أمور الدنيا ليبين صاحبك لك في بعض الآراء ما يعجز رأيك عنه وترى أن ما وقع لك لا يصلح فكيف لا تسأل الخير ربك وهو أعلم المصالح والاستخارة من حسن المشاورة. | |
|